الرئيسية - التفاسير


* تفسير تفسير القرآن العظيم/ ابن كثير (ت 774 هـ) مصنف و مدقق


{ إِنَّ ٱللَّهَ وَمَلاَئِكَـتَهُ يُصَلُّونَ عَلَى ٱلنَّبِيِّ يٰأَيُّهَا ٱلَّذِينَ آمَنُواْ صَلُّواْ عَلَيْهِ وَسَلِّمُواْ تَسْلِيماً }

قال البخاري قال أبو العالية صلاة الله تعالى ثناؤه عليه عند الملائكة، وصلاة الملائكة الدعاء. وقال ابن عباس يصلون يبركون، هكذا علقه البخاري عنهما، وقد رواه أبو جعفر الرازي عن الربيع بن أنس عن أبي العالية كذلك، وروي مثله عن الربيع أيضاً، وروى علي بن أبي طلحة عن ابن عباس كما قاله سواء، رواهما ابن أبي حاتم وقال أبو عيسى الترمذي وروي عن سفيان الثوري وغير واحد من أهل العلم، قالوا صلاة الرب الرحمة، وصلاة الملائكة الاستغفار. ثم قال ابن أبي حاتم حدثنا عمرو الأودي، حدثنا وكيع عن الأعمش عن عمرو بن مرة، قال الأعمش أراه عن عطاء بن أبي رباح { إِنَّ ٱللَّهَ وَمَلَـٰئِكَـتَهُ } قال صلاته تبارك وتعالى سبوح قدوس، سبقت رحمتي غضبي. والمقصود من هذه الآية أن الله سبحانه وتعالى أخبر عباده بمنزلة عبده ونبيه عنده في الملأ الأعلى بأنه يثنى عليه عند الملائكة المقربين، وأن الملائكة تصلي عليه، ثم أمر تعالى أهل العالم السفلي بالصلاة والتسليم عليه ليجتمع الثناء عليه من أهل العالمين العلوي والسفلي جميعاً. وقد قال ابن أبي حاتم حدثنا علي بن الحسين، حدثنا أحمد بن عبد الرحمن، حدثني أبي عن أبيه عن أشعث بن إسحاق عن جعفر، يعني ابن المغيرة، عن سعيد بن جبير عن ابن عباس أن بني إسرائيل قالوا لموسى عليه السلام هل يصلي ربك؟ فناداه ربه عز وجل يا موسى سألوك هل يصلي ربك؟ فقل نعم، أنا أصلي وملائكتي على أنبيائي ورسلي، فأنزل الله عز وجل على نبيه صلى الله عليه وسلم { إِنَّ ٱللَّهَ وَمَلَـٰئِكَـتَهُ يُصَلُّونَ عَلَى ٱلنَّبِىِّ يٰأَيُّهَا ٱلَّذِينَ ءَامَنُواْ صَلُّواْ عَلَيْهِ وَسَلِّمُواْ تَسْلِيماً }. وقد أخبر سبحانه وتعالى بأنه يصلي على عباده المؤمنين في قوله تعالىيٰأَيُّهَا ٱلَّذِينَ ءَامَنُواْ ٱذْكُرُواْ ٱللَّهَ ذِكْراً كَثِيراً وَسَبِّحُوهُ بُكْرَةً وَأَصِيلاً هُوَ ٱلَّذِى يُصَلِّى عَلَيْكُمْ وَمَلَـٰئِكَتُهُ } الأحزاب 41 ــــ 43 الآية، وقال تعالىوَبَشِّرِ ٱلصَّـٰبِرِينَ ٱلَّذِينَ إِذَآ أَصَـٰبَتْهُم مُّصِيبَةٌ قَالُوۤاْ إِنَّا لِلَّهِ وَإِنَّـآ إِلَيْهِ رَٰجِعونَ أُولَـٰئِكَ عَلَيْهِمْ صَلَوَٰتٌ مِّن رَّبْهِمْ } البقرة 155 ــــ 157 الآية، وفي الحديث " إن الله وملائكته يصلون على ميامن الصفوف " ، وفي الحديث الآخر " اللهم صل على آل أبي أوفى " وقال رسول الله صلى الله عليه وسلم لامرأة جابر، وقد سألته أن يصلي عليها وعلى زوجها " صلى الله عليك وعلى زوجك " ، وقد جاءت الأحاديث المتواترة عن رسول الله صلى الله عليه وسلم بالأمر بالصلاة عليه، وكيفية الصلاة عليه، ونحن نذكر منها إن شاء الله ما تيسر، والله المستعان. قال البخاري عند تفسير هذه الآية حدثنا سعيد بن يحيى بن سعيد، أخبرنا أبي عن مسعر عن الحكم عن ابن أبي ليلى، عن كعب بن عجرة قال قيل يارسول الله أما السلام عليك، فقد عرفناه، فكيف الصلاة؟ قال

السابقالتالي
2 3 4 5 6 7 8 9 10  مزيد