الرئيسية - التفاسير


* تفسير تفسير القرآن العظيم/ ابن كثير (ت 774 هـ) مصنف و مدقق


{ وَإِذْ تَقُولُ لِلَّذِيۤ أَنعَمَ ٱللَّهُ عَلَيْهِ وَأَنْعَمْتَ عَلَيْهِ أَمْسِكْ عَلَيْكَ زَوْجَكَ وَٱتَّقِ ٱللَّهَ وَتُخْفِي فِي نَفْسِكَ مَا ٱللَّهُ مُبْدِيهِ وَتَخْشَى ٱلنَّاسَ وَٱللَّهُ أَحَقُّ أَن تَخْشَاهُ فَلَمَّا قَضَىٰ زَيْدٌ مِّنْهَا وَطَراً زَوَّجْنَاكَهَا لِكَيْ لاَ يَكُونَ عَلَى ٱلْمُؤْمِنِينَ حَرَجٌ فِيۤ أَزْوَاجِ أَدْعِيَآئِهِمْ إِذَا قَضَوْاْ مِنْهُنَّ وَطَراً وَكَانَ أَمْرُ ٱللَّهِ مَفْعُولاً }

يقول تعالى مخبراً عن نبيه صلى الله عليه وسلم أنه قال لمولاه زيد بن حارثة رضي الله عنه، وهو الذي أنعم الله عليه، أي بالإسلام ومتابعة الرسول صلى الله عليه وسلم { وَأَنْعَمْتَ عَلَيْهِ } أي بالعتق من الرق، وكان سيداً كبير الشأن، جليل القدر، حبيباً إِلى النبي صلى الله عليه وسلم يقال له الحب، ويقال لابنه أسامة الحب بن الحب، قالت عائشة رضي الله عنها ما بعثه رسول الله صلى الله عليه وسلم في سرية إِلا أمره عليهم، ولو عاش بعده لاستخلفه، رواه الإمام أحمد عن سعيد بن محمد الوراق ومحمد ابن عبيد عن وائل بن داود عن عبد الله البهي عنها. وقال البزار حدثنا خالد بن يوسف، حدثنا أبو عوانة، " ح " وحدثنا محمد بن معمر، حدثنا أبو داود، حدثنا أبو عوانة، أخبرني عمر بن أبي سلمة عن أبيه قال حدثني أسامة بن زيد رضي الله عنهما قال كنت في المسجد، فأتاني العباس وعلي بن أبي طالب رضي الله عنهما، فقالا ياأسامة استأذن لنا على رسول الله صلى الله عليه وسلم قال فأتيت رسول الله صلى الله عليه وسلم فأخبرته فقلت علي والعباس يستأذنان، فقال صلى الله عليه وسلم " أتدري ما حاجتهما؟ " قلت لا يا رسول الله قال صلى الله عليه وسلم " لكني أدري " قال فأذن لهما، قالا يارسول الله جئناك لتخبرنا أي أهلك أحب إِليك؟ قال صلى الله عليه وسلم " أحب أهلي إِلي فاطمة بنت محمد " قالا يا رسول الله ما نسألك عن فاطمة، قال صلى الله عليه وسلم " فأسامة بن زيد بن حارثة الذي أنعم الله عليه، وأنعمت عليه " وكان رسول الله صلى الله عليه وسلم قد زوجه بابنة عمته زينب بنت جحش الأسدية رضي الله عنها، وأمها أميمة بنت عبد المطلب، وأصدقها عشرة دنانير وستين درهماً، وخماراً وملحفة ودرعاً، وخمسين مداً من طعام، وعشرة أمداد من تمر، قاله مقاتل بن حيان، فمكثتُ عنده قريباً من سنة أو فوقها، ثم وقع بينهما، فجاء زيد يشكوها إِلى رسول الله صلى الله عليه وسلم فجعل رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول له " أمسك عليك زوجك، واتق الله " قال الله تعالى { وَتُخْفِي فِي نِفْسِكَ مَا ٱللَّهُ مُبْدِيهِ وَتَخْشَى ٱلنَّاسَ وَٱللَّهُ أَحَقُّ أَن تَخْشَاهُ } ذكر ابن أبي حاتم وابن جرير ههنا آثاراً عن بعض السلف رضي الله عنهم، أحببنا أن نضرب عنها صفحاً لعدم صحتها، فلا نوردها. وقد روى الإمام أحمد ههنا أيضاً حديثاً من رواية حماد بن زيد عن ثابت، عن أنس رضي الله عنه فيه غرابة تركنا سياقه أيضاً.

السابقالتالي
2 3