الرئيسية - التفاسير


* تفسير تفسير القرآن العظيم/ ابن كثير (ت 774 هـ) مصنف و مدقق


{ يٰأَيُّهَا ٱلنَّبِيُّ قُل لأَزْوَاجِكَ إِن كُنتُنَّ تُرِدْنَ ٱلْحَيَاةَ ٱلدُّنْيَا وَزِينَتَهَا فَتَعَالَيْنَ أُمَتِّعْكُنَّ وَأُسَرِّحْكُنَّ سَرَاحاً جَمِيلاً } * { وَإِن كُنتُنَّ تُرِدْنَ ٱللَّهَ وَرَسُولَهُ وَٱلدَّارَ ٱلآخِرَةَ فَإِنَّ ٱللَّهَ أَعَدَّ لِلْمُحْسِنَاتِ مِنكُنَّ أَجْراً عَظِيماً }

هذا أمر من الله تبارك وتعالى لرسوله صلى الله عليه وسلم بأن يخير نساءه بين أن يفارقهن، فيذهبن إلى غيره ممن يحصل لهن عنده الحياة الدنيا وزينتها، وبين الصبر على ما عنده من ضيق الحال، ولهن عند الله تعالى في ذلك الثواب الجزيل، فاخترن رضي الله عنهنّ وأرضاهن الله ورسوله والدار الآخرة، فجمع الله تعالى لهن بعد ذلك بين خير الدنيا وسعادة الآخرة. قال البخاري حدثنا أبو اليمان، أخبرنا شعيب عن الزهري قال أخبرني أبو سلمة بن عبد الرحمن أن عائشة رضي الله عنها زوج النبي صلى الله عليه وسلم أخبرته أن رسول الله صلى الله عليه وسلم جاءها حين أمره الله تعالى أن يخير أزواجه، قالت فبدأ بي رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال " إني ذاكر لك أمراً، فلا عليك أن تستعجلي حتى تستأمري أبويك " وقد علم أن أبوي لم يكونا يأمراني بفراقه، قالت ثم قال " إن الله تعالى قال { يٰأَيُّهَا ٱلنَّبِىُّ قُل لأَِزْوَٰجِكَ إِن كُنتُنَّ تُرِدْنَ ٱلْحَيَوٰةَ ٱلدُّنْيَا وَزِينَتَهَا فَتَعَالَيْنَ أُمَتِّعْكُنَّ } " إلى تمام الآيتين، فقلت له ففي أي هذا أستأمر أبوي؟ فإني أريد الله ورسوله والدار الآخرة. وكذا رواه معلقاً عن الليث حدثني يونس عن الزهري عن أبي سلمة عن عائشة رضي الله عنها، فذكره، وزاد قالت ثم فعل أزواج النبي صلى الله عليه وسلم مثل مافعلت، وقد حكى البخاري أن معمراً اضطرب فيه، فتارة رواه عن الزهري عن أبي سلمة، وتارة رواه عن الزهري عن عروة عن عائشة رضي الله عنها. وقال ابن جرير حدثنا أحمد بن عبدة الضبي، حدثنا أبو عوانة عن عمر بن أبي سلمة عن أبيه قال قالت عائشة رضي الله عنها لما نزل الخيار، قال لي رسول الله صلى الله عليه وسلم " إني أريد أن أذكر لك أمراً، فلا تقضي فيه شيئاً حتى تستأمري أبويك " قالت قلت وما هو يارسول الله؟ قالت فرده عليها، فقالت وما هو يارسول الله؟ قالت فرده عليها، فقالت وما هو يارسول الله؟ قالت فقرأ صلى الله عليه وسلم عليها { يٰأَيُّهَا ٱلنَّبِىُّ قُل لأَِزْوَٰجِكَ إِن كُنتُنَّ تُرِدْنَ ٱلْحَيَوٰةَ ٱلدُّنْيَا وَزِينَتَهَا فَتَعَالَيْنَ أُمَتِّعْكُنَّ } إلى آخر الآية، قالت فقلت بل نختار الله ورسوله والدار الآخرة، قالت ففرح بذلك النبي صلى الله عليه وسلم وحدثنا ابن وكيع، حدثنا محمد بن بشر عن محمد بن عمرو عن أبي سلمة عن عائشة رضي الله عنها قالت لما نزلت آية التخيير، بدأ بي رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال " ياعائشة إني عارض عليك أمراً، فلا تفتاتي فيه بشيء حتى تعرضيه على أبويك أبي بكر وأم رومان رضي الله عنهما "

السابقالتالي
2 3