الرئيسية - التفاسير


* تفسير تفسير القرآن العظيم/ ابن كثير (ت 774 هـ) مصنف و مدقق


{ وَمَن يُسْلِمْ وَجْهَهُ إِلَى ٱللَّهِ وَهُوَ مُحْسِنٌ فَقَدِ ٱسْتَمْسَكَ بِٱلْعُرْوَةِ ٱلْوُثْقَىٰ وَإِلَىٰ ٱللَّهِ عَاقِبَةُ ٱلأَمُورِ } * { وَمَن كَفَرَ فَلاَ يَحْزُنكَ كُفْرُهُ إِلَيْنَا مَرْجِعُهُمْ فَنُنَبِّئُهُم بِمَا عَمِلُوۤاْ إِنَّ ٱللَّهَ عَلِيمٌ بِذَاتِ ٱلصُّدُورِ } * { نُمَتِّعُهُمْ قَلِيلاً ثُمَّ نَضْطَرُّهُمْ إِلَىٰ عَذَابٍ غَلِيظٍ }

يقول تعالى مخبراً عمن أسلم وجهه لله، أي أخلص له العمل، وانقاد لأمره واتبع شرعه، ولهذا قال { وَهُوَ مُحْسِنٌ } أي في عمله باتباع ما به أمر، وترك ما عنه زجر { فَقَدِ ٱسْتَمْسَكَ بِٱلْعُرْوَةِ ٱلْوُثْقَىٰ } أي فقد أخذ موثقاً من الله متيناً لا يعذبه، { وَإِلَىٰ ٱللَّهِ عَـٰقِبَةُ ٱلأُمُورِوَمَن كَفَرَ فَلاَ يَحْزُنكَ كُفْرُهُ } أي لا تحزن عليهم يا محمد في كفرهم بالله، وبما جئت به فإن قدر الله نافذ فيهم، وإلى الله مرجعهم، فينبئهم بما عملوا، أي فيجزيهم عليه، { إِنَّ ٱللَّهَ عَلِيمٌ بِذَاتِ ٱلصُّدُورِ } فلا تخفى عليه خافية، ثم قال تعالى { نُمَتِّعُهُمْ قَلِيلاً } أي في الدنيا، { ثُمَّ نَضْطَرُّهُمْ } أي نلجئهم { إِلَىٰ عَذَابٍ غَلِيظٍ } أي فظيع صعب مشق على النفوس كما قال تعالىإِنَّ ٱلَّذِينَ يَفْتَرُونَ عَلَى ٱللَّهِ ٱلْكَذِبَ لاَ يُفْلِحُونَ مَتَـٰعٌ فِى ٱلدُّنْيَا ثُمَّ إِلَيْنَا مَرْجِعُهُمْ ثُمَّ نُذِيقُهُمُ ٱلْعَذَابَ ٱلشَّدِيدَ بِمَا كَانُواْ يَكْفُرُونَ } يونس 69 ــــ 70.