الرئيسية - التفاسير


* تفسير تفسير القرآن العظيم/ ابن كثير (ت 774 هـ) مصنف و مدقق


{ أَمَّن يَبْدَؤُاْ ٱلْخَلْقَ ثُمَّ يُعيدُهُ وَمَن يَرْزُقُكُم مِّنَ ٱلسَّمَآءِ وٱلأَرْضِ أَإِلَـٰهٌ مَّعَ ٱللَّهِ قُلْ هَاتُواْ بُرْهَانَكُمْ إِن كُنتُمْ صَادِقِينَ }

أي هو الذي بقدرته وسلطانه يبدأ الخلق ثم يعيده كما قال تعالى في الآية الأخرىإِنَّ بَطْشَ رَبِّكَ لَشَدِيدٌ إِنَّهُ هُوَ يُبْدِىءُ وَيُعِيدُ } البروج 12 ــــ 13 وقال تعالىوَهُوَ ٱلَّذِى يَبْدَؤُاْ ٱلْخَلْقَ ثُمَّ يُعِيدُهُ وَهُوَ أَهْوَنُ عَلَيْهِ } الروم 27 { وَمَن يَرْزُقُكُم مِّنَ ٱلسَّمَآءِ وَٱلأَرْضِ } أي بما ينزل من مطر السماء، وينبت من بركات الأرض كما قال تعالىوَٱلسَّمَآءِ ذَاتِ ٱلرَّجْعِ وَٱلأَرْضِ ذَاتِ ٱلصَّدْعِ } الطارق 11 ــــ 12 وقال تعالىيَعْلَمُ مَا يَلْجُ فِي ٱلأَرْضِ وَمَا يَخْرُجُ مِنْهَا وَمَا يَنزِلُ مِنَ ٱلسَّمَآءِ وَمَا يَعْرُجُ فِيهَا } سبأ 2 فهو تبارك وتعالى ينزل من السماء ماء مباركاً، فيسلكه ينابيع في الأرض، ثم يخرج به منها أنواع الزروع والثمار والأزاهير، وغير ذلك من ألوان شتىكُلُواْ وَٱرْعَوْا أَنْعَـٰمَكُمْ إِنَّ فِي ذٰلِكَ لأَيَـٰتٍ لأُِوْلِي ٱلنُّهَىٰ } طه 54 ولهذا قال تعالى { أَإِلَـٰهٌ مَّعَ ٱللهِ } أي فعل هذا، وعلى القول الآخر بعد هذا؟ { قُلْ هَاتُواْ بُرْهَـٰنَكُمْ } على صحة ما تدعونه من عبادة آلهة أخرى { إِن كُنتُمْ صَـٰدِقِينَ } في ذلك، وقد علم أنه لا حجة لهم ولا برهان كما قال تعالىوَمَن يَدْعُ مَعَ ٱللَّهِ إِلَـهَا ءَاخَرَ لاَ بُرْهَانَ لَهُ بِهِ فَإِنَّمَا حِسَابُهُ عِندَ رَبِّهِ إِنَّهُ لاَ يُفْلِحُ ٱلْكَـٰفِرُونَ } المؤمنون 117.