الرئيسية - التفاسير


* تفسير تفسير القرآن العظيم/ ابن كثير (ت 774 هـ) مصنف و مدقق


{ أَوْفُواْ ٱلْكَيْلَ وَلاَ تَكُونُواْ مِنَ ٱلْمُخْسِرِينَ } * { وَزِنُواْ بِٱلْقِسْطَاسِ ٱلْمُسْتَقِيمِ } * { وَلاَ تَبْخَسُواْ ٱلنَّاسَ أَشْيَآءَهُمْ وَلاَ تَعْثَوْاْ فِي ٱلأَرْضِ مُفْسِدِينَ } * { وَٱتَّقُواْ ٱلَّذِي خَلَقَكُمْ وَٱلْجِبِلَّةَ ٱلأَوَّلِينَ }

يأمرهم عليه السلام بإيفاء المكيال والميزان، وينهاهم عن التطفيف فيهما، فقال { أَوْفُواْ ٱلْكَيْلَ وَلاَ تَكُونُواْ مِنَ ٱلْمُخْسِرِينَ } أي إذا دفعتم للناس، فكملوا الكيل لهم، ولا تبخسوا الكيل فتعطوه ناقصاً، وتأخذوه إذا كان لكم تاماً وافياً، ولكن خذوا كما تعطون، وأعطوا كما تأخذون { وَزِنُواْ بِٱلقِسْطَاسِ ٱلْمُسْتَقِيمِ } والقسطاس هو الميزان، وقيل هو القبان. قال بعضهم هو معرب من الرومية. قال مجاهد القسطاس المستقيم هو العدل بالرومية. وقال قتادة القسطاس العدل. وقوله { وَلاَ تَبْخَسُواْ ٱلنَّاسَ أَشْيَاءَهُمْ } أي لا تنقصوهم أموالهم، { وَلاَ تَعْثَوْاْ فِى ٱلأَرْضِ مُفْسِدِينَ } يعني قطع الطريق كما قال في الآية الأخرىوَلاَ تَقْعُدُواْ بِكُلِّ صِرَٰطٍ تُوعِدُونَ } الأعراف 86. وقوله { وَٱتَّقُواْ ٱلَّذِى خَلَقَكُمْ وَٱلْجِبِلَّةَ ٱلأَوَّلِينَ } يخوفهم بأس الله الذي خلقهم وخلق آباءهم الأوائل، كما قال موسى عليه السلامرَبُّكُمْ وَرَبُّ ءَابَآئِكُمُ ٱلأَوَّلِينَ } الشعراء 26 قال ابن عباس ومجاهد والسدي وسفيان بن عيينة وعبد الرحمن بن زيد بن أسلم { وَٱلْجِبِلَّةَ ٱلأَوَّلِينَ } يقول خلق الأولين، وقرأ ابن زيدوَلَقَدْ أَضَلَّ مِنْكُمْ جِبِلاًّ كَثِيراً } يس 61.