الرئيسية - التفاسير


* تفسير تفسير القرآن العظيم/ ابن كثير (ت 774 هـ) مصنف و مدقق


{ وَيَقُولُونَ مَتَىٰ هَـٰذَا ٱلْوَعْدُ إِن كُنتُمْ صَادِقِينَ } * { لَوْ يَعْلَمُ ٱلَّذِينَ كَفَرُواْ حِينَ لاَ يَكُفُّونَ عَن وُجُوهِهِمُ ٱلنَّارَ وَلاَ عَن ظُهُورِهِمْ وَلاَ هُمْ يُنصَرُونَ } * { بَلْ تَأْتِيهِم بَغْتَةً فَتَبْهَتُهُمْ فَلاَ يَسْتَطِيعُونَ رَدَّهَا وَلاَ هُمْ يُنظَرُونَ }

يخبر تعالى عن المشركين أنهم يستعجلون أيضاً بوقوع العذاب بهم تكذيباً وجحوداً، وكفراً وعناداً واستعباداً، فقال { وَيَقُولُونَ مَتَىٰ هَـٰذَا ٱلْوَعْدُ إِن كُنتُمْ صَـٰدِقِينَ } قال الله تعالى { لَوْ يَعْلَمُ ٱلَّذِينَ كَفَرُواْ حِينَ لاَ يَكُفُّونَ عَن وُجُوهِهِمُ ٱلنَّارَ وَلاَ عَن ظُهُورِهِمْ } أي لو تيقنوا أنها واقعة بهم لا محالة، لما استعجلوا به. ولو يعلمون حين يغشاهم العذاب من فوقهم ومن تحت أرجلهملَهُمْ مِّن فَوْقِهِمْ ظُلَلٌ مِّنَ ٱلنَّارِ وَمِن تَحْتِهِمْ ظُلَلٌ } الزمر 16لَهُم مِّن جَهَنَّمَ مِهَادٌ وَمِن فَوْقِهِمْ غَوَاشٍ } الأعراف 41 وقال في هذه الآية { حِينَ لاَ يَكُفُّونَ عَن وُجُوهِهِمُ ٱلنَّارَ وَلاَ عَن ظُهُورِهِمْ } وقالسَرَابِيلُهُم مِّن قَطِرَانٍ وَتَغْشَىٰ وُجُوهَهُمْ ٱلنَّارُ } إبراهيم 50 فالعذاب محيط بهم من جميع جهاتهم، { وَلاَ هُمْ يُنصَرُونَ } أي لا ناصر لهم، كما قالوَمَا لَهُم مِّنَ ٱللَّهِ مِن وَاقٍ } الرعد 34. وقوله { بَلْ تَأْتِيهِم بَغْتَةً } أي تأتيهم النار بغتة أي فجأة، { فَتَبْهَتُهُمْ } أي تذعرهم، فيستسلمون لها حائرين، لا يدرون ما يصنعون، { فَلاَ يَسْتَطِيعُونَ رَدَّهَا } أي ليس لهم حيلة في ذلك، { وَلاَ هُمْ يُنظَرُونَ } أي ولا يؤخر عنهم ذلك ساعة واحدة.