الرئيسية - التفاسير


* تفسير تفسير القرآن العظيم/ ابن كثير (ت 774 هـ) مصنف و مدقق


{ وَقَالُواْ كُونُواْ هُوداً أَوْ نَصَارَىٰ تَهْتَدُواْ قُلْ بَلْ مِلَّةَ إِبْرَاهِيمَ حَنِيفاً وَمَا كَانَ مِنَ ٱلْمُشْرِكِينَ }

قال محمد بن إسحاق حدثني محمد بن أبي محمد، حدثني سعيد بن جبير أو عكرمة، عن ابن عباس، قال قال عبد الله بن صوريا الأعور لرسول الله صلى الله عليه وسلم ما الهدى إلا ما نحن عليه، فاتبعنا يا محمد تهتد، وقالت النصاري مثل ذلك، فأنزل الله عز وجل { وَقَالُواْ كُونُواْ هُودًا أَوْ نَصَـٰرَىٰ تَهْتَدُواْ } وقوله { قُلْ بَلْ مِلَّةَ إِبْرَٰهِيمَ حَنِيفًا } أي لا نريد ما دعوتمونا إليه من اليهودية والنصرانية، بل نتبع { مِلَّةَ إِبْرَٰهِيمَ حَنِيفًا } أي مستقيماً، قاله محمد بن كعب القرظي، وعيسى بن جارية، وقال خصيف عن مجاهد مخلصاً، وروى علي بن أبي طلحة عن ابن عباس حاجاً، وكذا روي عن الحسن والضحاك وعطية والسدي، وقال أبو العالية الحنيف الذي يستقبل البيت بصلاته، ويرى أن حجه عليه إن استطاع إليه سبيلاً. وقال مجاهد والربيع بن أنس حنيفاً أي متبعاً. وقال أبو قلابة الحنيف الذي يؤمن بالرسل كلهم من أولهم إلى أخرهم، وقال قتادة الحنيفية شهادة أن لا إله إلا الله، يدخل فيها تحريم الأمهات والبنات والخالات والعمات، وما حرم الله عز وجل، والختان.