الرئيسية - التفاسير


* تفسير تفسير القرآن العظيم/ ابن كثير (ت 774 هـ) مصنف و مدقق


{ فَٱنطَلَقَا حَتَّىٰ إِذَآ أَتَيَآ أَهْلَ قَرْيَةٍ ٱسْتَطْعَمَآ أَهْلَهَا فَأَبَوْاْ أَن يُضَيِّفُوهُمَا فَوَجَدَا فِيهَا جِدَاراً يُرِيدُ أَن يَنقَضَّ فَأَقَامَهُ قَالَ لَوْ شِئْتَ لَتَّخَذْتَ عَلَيْهِ أَجْراً } * { قَالَ هَـٰذَا فِرَاقُ بَيْنِي وَبَيْنِكَ سَأُنَبِّئُكَ بِتَأْوِيلِ مَا لَمْ تَسْتَطِع عَّلَيْهِ صَبْراً }

يقول تعالى مخبراً عنهما إنهما { فَٱنطَلَقَا } بعد المرتين الأوليين { حَتَّىٰ إِذَآ أَتَيَآ أَهْلَ قَرْيَةٍ } روى ابن جرير عن ابن سيرين أنها الأيلة، وفي الحديث " حتى إذا أتيا أهل قرية لئاماً " أي بخلاء،، { فَأَبَوْاْ أَن يُضَيِّفُوهُمَا فَوَجَدَا فِيهَا جِدَاراً يُرِيدُ أَن يَنقَضَّ } إسناد الإرداة ههنا إلى الجدار على سبيل الاستعارة، فإن الإرادة في المحدثات بمعنى الميل، والانقضاض هو السقوط. وقوله { فَأَقَامَهُ } أي فرده إلى حالة الاستقامة، وقد تقدم في الحديث أنه رده بيديه، ودعمه حتى رد ميله، وهذا خارق، فعند ذلك قال موسى له { لَوْ شِئْتَ لَتَّخَذْتَ عَلَيْهِ أَجْراً } أي لأجل أنهم لم يضيفونا، كان ينبغي أن لا تعمل لهم مجاناً { قَالَ هَـٰذَا فِرَاقُ بَيْنِي وَبَيْنِكَ } أي لأنك شرطت عند قتل الغلام أنك إن سألتني عن شيء بعدها، فلا تصاحبني، فهو فراق بيني وبينك { سَأُنَبِّئُكَ بِتَأْوِيلِ } أي بتفسير { مَا لَمْ تَسْتَطِـع عَّلَيْهِ صَبْراً }.