الرئيسية - التفاسير


* تفسير تفسير القرآن العظيم/ ابن كثير (ت 774 هـ) مصنف و مدقق


{ وَإِذَا مَسَّكُمُ ٱلْضُّرُّ فِي ٱلْبَحْرِ ضَلَّ مَن تَدْعُونَ إِلاَّ إِيَّاهُ فَلَمَّا نَجَّاكُمْ إِلَى ٱلْبَرِّ أَعْرَضْتُمْ وَكَانَ ٱلإِنْسَانُ كَفُوراً }

يخبر تبارك وتعالى أن الناس إذا مسهم ضر، دعوه منيبين إليه، مخلصين له الدين، ولهذا قال تعالى { وَإِذَا مَسَّكُمُ ٱلْضُّرُّ فِى ٱلْبَحْرِ ضَلَّ مَن تَدْعُونَ إِلآ إِيَّاهُ } أي ذهب عن قلوبكم كل ما تعبدون غير الله تعالى كما اتفق لعكرمة بن أبي جهل لما ذهب فاراً من رسول الله صلى الله عليه وسلم حين فتح مكة، فذهب هارباً، فركب في البحر ليدخل الحبشة، فجاءتهم ريح عاصف، فقال القوم بعضهم لبعض إنه لا يغني عنكم إلا أن تدعوا الله وحده، فقال عكرمة في نفسه والله إن كان لا ينفع في البحر غيره، فإنه لا ينفع في البر غيره، اللهم لك علي عهد لئن أخرجتني منه، لأذهبن فلأضعن يدي في يدي محمد، فلأجدنه رؤوفاً رحيماً، فخرجوا من البحر، فرجع إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم فأسلم وحسن إسلامه رضي الله عنه وأرضاه. وقوله تعالى { فَلَمَّا نَجَّـٰكُمْ إِلَى ٱلْبَرِّ أَعْرَضْتُمْ } أي نسيتم ما عرفتم من توحيده، وأعرضتم عن دعائه وحده لا شريك له { وَكَانَ ٱلإِنْسَـٰنُ كَفُورًا } أي سجيته هذا، ينسى النعم ويجحدها، إلا من عصم الله.