يقول تعالى مقرراً لوعده ومؤكداً { فَلاَ تَحْسَبَنَّ ٱللَّهَ مُخْلِفَ وَعْدِهِ رُسُلَهُ } أي من نصرتهم في الحياة الدنيا، ويوم يقوم الأشهاد، ثم أخبر تعالى أنه ذو عزة، لا يمتنع عليه شيء أراده، ولا يغالب، وذو انتقام ممن كفر به وجحده{ وَيْلٌ يَوْمَئِذٍ لِّلْمُكَذِّبِينَ } المرسلات 15، ولهذا قال { يَوْمَ تُبَدَّلُ ٱلأَرْضُ غَيْرَ ٱلأَرْضِ وَٱلسَّمَـٰوَٰتُ } أي وعده هذا حاصل يوم تبدل الأرض غير الأرض، وهي هذه، على غير الصفة المألوفة المعروفة، كما جاء في الصحيحين من حديث أبي حازم عن سهل بن سعد قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم " يحشر الناس يوم القيامة على أرض بيضاء عفراء كقرصة النقيّ، ليس فيها مَعْلَم لأحد " وقال الإمام أحمد حدثنا محمد بن أبي عَدِيّ عن داود عن الشعبي عن مسروق، عن عائشة أنها قالت أنا أول الناس سأل رسول الله صلى الله عليه وسلم عن هذه الآية { يَوْمَ تُبَدَّلُ ٱلأَرْضُ غَيْرَ ٱلأَرْضِ وَٱلسَّمَـٰوَٰتُ } قالت قلت أين الناس يومئذ يا رسول الله؟ قال " على الصراط " ، رواه مسلم منفرداً به دون البخاري، والترمذي وابن ماجه من حديث داود بن أبي هند به، وقال الترمذي حسن صحيح، ورواه أحمد أيضاً عن عفان عن وهيب عن داود، عن الشعبي، عنها، ولم يذكر مسروقاً. وقال قتادة عن حسان بن بلال المزني عن عائشة رضي الله عنها أنها سألت رسول الله صلى الله عليه وسلم عن قول الله { يَوْمَ تُبَدَّلُ ٱلأَرْضُ غَيْرَ ٱلأَرْضِ وَٱلسَّمَـٰوَٰتُ } قالت قلت يا رسول الله فأين الناس يومئذ؟ قال " لقد سألتني عن شيء ما سألني عنه أحد من أمتي، ذاك أن الناس على جسر جهنم " وروى الإمام أحمد من حديث حبيب بن أبي عمرة عن مجاهد، عن ابن عباس حدثتني عائشة أنها سألت رسول الله صلى الله عليه وسلم عن قوله تعالى{ وَٱلأَرْضُ جَمِيعـاً قَبْضَـتُهُ يَوْمَ ٱلْقِيَـٰمَةِ وَٱلسَّمَـٰوَٰتُ مَطْوِيَّـٰتٌ بِيَمِينِهِ } الزمر 67 فأين الناس يومئذ يا رسول الله؟ قال " هم على متن جهنم " وقال ابن جرير حدثنا الحسن، حدثنا علي بن الجعد، أخبرنا القاسم، سمعت الحسن قال قالت عائشة يا رسول الله { يَوْمَ تُبَدَّلُ ٱلأَرْضُ غَيْرَ ٱلأَرْضِ } فأين الناس يومئذ؟ قال " إن هذا شيء ما سألني عنه أحد - قال - على الصراط يا عائشة " ، ورواه أحمد عن عفان عن القاسم بن الفضل، عن الحسن به. وقال الإمام مسلم بن الحجاج في صحيحه حدثني الحسن بن علي الحلواني، حدثني أبو توبة الربيع بن نافع، حدثنا معاوية بن سلام عن زيد، يعني أخاه أنه سمع أبا سلام، حدثني أبو أسماء الرحبي أن ثوبان مولى رسول الله صلى الله عليه وسلم حدثه قال كنت نائماً عند رسول الله صلى الله عليه وسلم فجاءه حبر من أحبار اليهود، فقال السلام عليك يا محمد، فدفعته دفعة كاد يصرع منها، فقال لم تدفعني؟ فقلت ألا تقول يا رسول الله؟ فقال اليهودي إنما ندعوه باسمه الذي سماه به أهله، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم