يقول تعالى { وَقَدْ مَكَرَ ٱلَّذِينَ مِن قَبْلِهِمْ } برسلهم، وأرادوا إخراجهم من بلادهم، فمكر الله بهم، وجعل العاقبة للمتقين كقوله{ وَإِذْ يَمْكُرُ بِكَ ٱلَّذِينَ كَفَرُواْ لِيُثْبِتُوكَ أَوْ يَقْتُلُوكَ أَوْ يُخْرِجُوكَ وَيَمْكُرُونَ وَيَمْكُرُ ٱللَّهُ وَٱللَّهُ خَيْرُ ٱلْمَـٰكِرِينَ } الأنفال 30، وقوله تعالى{ وَمَكَرُواْ مَكْراً وَمَكَرْنَا مَكْراً وَهُمْ لاَ يَشْعُرُونَ فَٱنظُرْ كَيْفَ كَانَ عَـٰقِبَةُ مَكْرِهِمْ أَنَّا دَمَّرْنَـٰهُمْ وَقَوْمَهُمْ أَجْمَعِينَ فَتِلْكَ بُيُوتُهُمْ خَاوِيَةً بِمَا ظَلَمُوۤاْ } النمل50-52 الآيتين. وقوله { يَعْلَمُ مَا تَكْسِبُ كُلُّ نَفْسٍ } أي إنه تعالى عالم بجميع السرائر والضمائر، وسيجزي كل عامل بعمله { وسَيَعْلَمُ الكافِرُ } ، والقراءة الأخرى الكفار، { لِمَنْ عُقْبَى ٱلدَّارِ } أي لمن تكون الدائرة والعاقبة لهم، أو لأتباع الرسل؟ كلا، بل هي لأتباع الرسل في الدنيا والآخرة، ولله الحمد والمنة.