الرئيسية - التفاسير


* تفسير تفسير القرآن العظيم/ ابن كثير (ت 774 هـ) مصنف و مدقق


{ فَلَمَّآ أَن جَآءَ ٱلْبَشِيرُ أَلْقَاهُ عَلَىٰ وَجْهِهِ فَٱرْتَدَّ بَصِيراً قَالَ أَلَمْ أَقُلْ لَّكُمْ إِنِّيۤ أَعْلَمُ مِنَ ٱللَّهِ مَا لاَ تَعْلَمُونَ } * { قَالُواْ يٰأَبَانَا ٱسْتَغْفِرْ لَنَا ذُنُوبَنَآ إِنَّا كُنَّا خَاطِئِينَ } * { قَالَ سَوْفَ أَسْتَغْفِرُ لَكُمْ رَبِّيۤ إِنَّهُ هُوَ ٱلْغَفُورُ ٱلرَّحِيمُ }

قال ابن عباس والضحاك { ٱلْبَشِيرُ } البريد. وقال مجاهد والسدي كان يهوذا بن يعقوب، قال السدي إنما جاء به لأنه هو الذي جاء بالقميص، وهو ملطخ بدم كذب، فأحب أن يغسل ذلك بهذا، فجاء بالقميص، فألقاه على وجه أبيه، فرجع بصيراً، وقال لبنيه عند ذلك { أَلَمْ أَقُلْ لَّكُمْ إِنِّىۤ أَعْلَمُ مِنَ ٱللَّهِ مَا لاَ تَعْلَمُونَ } أي أعلم أن الله سيرده إلي، وقلت لكم { إِنِّى لأَجِدُ رِيحَ يُوسُفَ لَوْلاَ أَن تُفَنِّدُونِ } فعند ذلك قالوا لأبيهم مترفقين له { يٰأَبَانَا ٱسْتَغْفِرْ لَنَا ذُنُوبَنَآ إِنَّا كُنَّا خَـٰطِئِينَ قَالَ سَوْفَ أَسْتَغْفِرُ لَكُمْ رَبِّىۤ إِنَّهُ هُوَ ٱلْغَفُورُ ٱلرَّحِيمُ } أي من تاب إليه، تاب عليه، قال ابن مسعود وإبراهيم التيمي وعمرو بن قيس وابن جريج وغيرهم أرجأهم إلى وقت السحر. وقال ابن جرير حدثني أبو السائب، حدثنا ابن إدريس، سمعت عبد الرحمن بن إسحاق يذكر عن محارب بن دثار قال كان عمر رضي الله عنه يأتي المسجد، فيسمع إنساناً يقول اللهم دعوتني فأجبت، وأمرتني فأطعت، وهذا السحر فاغفر لي. قال فاستمع الصوت، فإذا هو من دار عبد الله بن مسعود، فسأل عبد الله عن ذلك، فقال إن يعقوب أخر بنيه إلى السحر بقوله { سَوْفَ أَسْتَغْفِرُ لَكُمْ رَبِّىۤ } وقد ورد في الحديث أن ذلك كان ليلة الجمعة، كما قال ابن جرير أيضاً حدثني المثنى، حدثنا سليمان بن عبد الرحمن أبو أيوب الدمشقي، حدثنا الوليد، أنبأنا ابن جريج عن عطاء، وعكرمة عن ابن عباس، عن رسول الله صلى الله عليه وسلم " { سَوْفَ أَسْتَغْفِرُ لَكُمْ رَبِّىۤ } يقول حتى تأتي ليلة الجمعة، وهو قول أخي يعقوب لبنيه " وهذا غريب من هذا الوجه، وفي رفعه نظر، والله أعلم.