الرئيسية - التفاسير


* تفسير تفسير القرآن العظيم/ ابن كثير (ت 774 هـ) مصنف و مدقق


{ وَلَمَّا فَتَحُواْ مَتَاعَهُمْ وَجَدُواْ بِضَاعَتَهُمْ رُدَّتْ إِلَيْهِمْ قَالُواْ يٰأَبَانَا مَا نَبْغِي هَـٰذِهِ بِضَاعَتُنَا رُدَّتْ إِلَيْنَا وَنَمِيرُ أَهْلَنَا وَنَحْفَظُ أَخَانَا وَنَزْدَادُ كَيْلَ بَعِيرٍ ذٰلِكَ كَيْلٌ يَسِيرٌ } * { قَالَ لَنْ أُرْسِلَهُ مَعَكُمْ حَتَّىٰ تُؤْتُونِ مَوْثِقاً مِّنَ ٱللَّهِ لَتَأْتُنَّنِي بِهِ إِلاَّ أَن يُحَاطَ بِكُمْ فَلَمَّآ آتَوْهُ مَوْثِقَهُمْ قَالَ ٱللَّهُ عَلَىٰ مَا نَقُولُ وَكِيلٌ }

يقول تعالى ولما فتح إخوة يوسف متاعهم، وجدوا بضاعتهم ردت إليهم، وهي التي كان أمر يوسف فتيانه بوضعها في رحالهم، فلما وجدوها في متاعهم { قَالُواْ يٰأَبَانَا مَا نَبْغِى } أي ماذا نريد؟ { هَـٰذِهِ بِضَـٰعَتُنَا رُدَّتْ إِلَيْنَا } ، كما قال قتادة ما نبغي وراء هذا؟ إن بضاعتنا ردت إلينا، وقد أوفى لنا الكيل، { وَنَمِيرُ أَهْلَنَا } أي إذا أرسلت أخانا معنا نأتي بالميرة إلى أهلنا، { وَنَحْفَظُ أَخَانَا وَنَزْدَادُ كَيْلَ بَعِيرٍ } وذلك أن يوسف عليه السلام كان يعطي كل رجل حمل بعير، وقال مجاهد حمل حمار، وقد يسمى في بعض اللغات بعيراً، كذا قال، { ذٰلِكَ كَيْلٌ يَسِيرٌ } هذا من تمام الكلام وتحسينه، أي إن هذا يسير في مقابلة أخذ أخيهم ما يعدل هذا { قَالَ لَنْ أُرْسِلَهُ مَعَكُمْ حَتَّىٰ تُؤْتُونِ مَوْثِقًا مِّنَ ٱللَّهِ } أي تحلفون بالعهود والمواثيق { لَتَأْتُنَّنِى بِهِ إِلاَّ أَن يُحَاطَ بِكُمْ } إلا أن تغلبوا كلكم ولا تقدرون على تخليصه { فَلَمَّآ ءَاتَوْهُ مَوْثِقَهُمْ } أكده عليهم، فقال { ٱللَّهُ عَلَىٰ مَا نَقُولُ وَكِيلٌ } ، قال ابن إسحاق وإنما فعل ذلك لأنه لم يجد بداً من بعثهم لأجل الميرة التي لا غنى لهم عنها، فبعثه معهم.