الرئيسية - التفاسير


* تفسير تفسير القرآن العظيم/ ابن كثير (ت 774 هـ) مصنف و مدقق


{ قُلْ أَعُوذُ بِرَبِّ ٱلْفَلَقِ } * { مِن شَرِّ مَا خَلَقَ } * { وَمِن شَرِّ غَاسِقٍ إِذَا وَقَبَ } * { وَمِن شَرِّ ٱلنَّفَّاثَاتِ فِي ٱلْعُقَدِ } * { وَمِن شَرِّ حَاسِدٍ إِذَا حَسَدَ }

قال ابن أبي حاتم حدثنا أحمد بن عصام، حدثنا أبو أحمد الزبيري، حدثنا حسن بن صالح عن عبد الله بن محمد بن عقيل عن جابر قال الفلق الصبح. وقال العوفي عن ابن عباس { ٱلْفَلَقِ } الصبح. وروي عن مجاهد وسعيد بن جبير وعبد الله بن محمد بن عقيل والحسن وقتادة ومحمد بن كعب القرظي، وابن زيد ومالك عن زيد بن أسلم مثل هذا، قال القرظي وابن زيد وابن جرير وهي كقوله تعالىفَالِقُ ٱلإِصْبَاحِ } الأنعام 96 وقال علي بن أبي طلحة عن ابن عباس { ٱلْفَلَقِ } الخلق، وكذا قال الضحاك أمر الله نبيه أن يتعوذ من الخلق كله. وقال كعب الأحبار { ٱلْفَلَقِ } بيت في جهنم، إذا فتح، صاح جميع أهل النار من شدة حره، ورواه ابن أبي حاتم، ثم قال حدثنا أبي، حدثنا سهيل بن عثمان عن رجل سماه، عن السدي، عن زيد بن علي، عن آبائه أنهم قالوا { ٱلْفَلَقِ } جب في قعر جهنم عليه غطاء، فإذا كشف عنه، خرجت منه نار تضج منه جهنم من شدة حر ما يخرج منه، وكذا روي عن عمرو بن عبسة وابن عباس والسدي وغيرهم. وقد ورد في ذلك حديث مرفوع منكر، فقال ابن جرير حدثني إسحاق بن وهب الواسطي، حدثنا مسعود بن موسى بن مشكان الواسطي، حدثنا نصر بن خزيمة الخراساني عن شعيب بن صفوان، عن محمد بن كعب القرظي، عن أبي هريرة، عن النبي صلى الله عليه وسلم قال " الفلق جب في جهنم مغطى " إسناده غريب، ولا يصح رفعه. وقال أبو عبد الرحمن الحبلي { ٱلْفَلَقِ } من أسماء جهنم، وقال ابن جرير والصواب القول الأول إنه فلق الصبح، وهذا هو الصحيح، وهو اختيار البخاري في صحيحه رحمه الله تعالى. وقوله تعالى { مِن شَرِّ مَا خَلَقَ } أي من شر جميع المخلوقات، وقال ثابت البناني والحسن البصري جهنم وإبليس وذريته مما خلق، { وَمِن شَرِّ غَاسِقٍ إِذَا وَقَبَ } قال مجاهد غاسق الليل إذا وقب غروب الشمس، حكاه البخاري عنه، وكذا رواه ابن أبي نجيح عنه، وكذا قال ابن عباس ومحمد بن كعب القرظي والضحاك وخصيف والحسن وقتادة إذا وقب الليل إذا أقبل بظلامه. وقال الزهري { وَمِن شَرِّ غَاسِقٍ إِذَا وَقَبَ } الشمس إذا غربت، وعن عطية وقتادة إذا وقب الليل إذا ذهب، وقال أبو المهزم عن أبي هريرة { وَمِن شَرِّ غَاسِقٍ إِذَا وَقَبَ } الكوكب، وقال ابن زيد كانت العرب تقول الغاسق سقوط الثريا، وكانت الأسقام والطواعين تكثر عند وقوعها، وترتفع عند طلوعها. قال ابن جرير ولهؤلاء من الآثار ما حدثني نصر بن علي، حدثني بكار بن عبد الله ابن أخي همام، حدثنا محمد بن عبد العزيز بن عمر بن عبد الرحمن بن عوف عن أبيه عن أبي سلمة عن أبي هريرة عن النبي صلى الله عليه وسلم قال

السابقالتالي
2 3 4