الرئيسية - التفاسير


* تفسير تفسير القرآن العظيم/ ابن كثير (ت 774 هـ) مصنف و مدقق


{ قَالُواْ يٰشُعَيْبُ مَا نَفْقَهُ كَثِيراً مِّمَّا تَقُولُ وَإِنَّا لَنَرَاكَ فِينَا ضَعِيفاً وَلَوْلاَ رَهْطُكَ لَرَجَمْنَاكَ وَمَآ أَنتَ عَلَيْنَا بِعَزِيزٍ } * { قَالَ يٰقَوْمِ أَرَهْطِيۤ أَعَزُّ عَلَيْكُم مِّنَ ٱللَّهِ وَٱتَّخَذْتُمُوهُ وَرَآءَكُمْ ظِهْرِيّاً إِنَّ رَبِّي بِمَا تَعْمَلُونَ مُحِيطٌ }

يقولون { يٰشُعَيْبُ مَا نَفْقَهُ } ما نفهم { كَثِيرًا } من قولك { وَإِنَّا لَنَرَاكَ فِينَا ضَعِيفًا } قال سعيد بن جبير والثوري وكان ضرير البصر، وقال الثوري كان يقال له خطيب الأنبياء، قال السدي { وَإِنَّا لَنَرَاكَ فِينَا ضَعِيفًا } قال أنت واحد، وقال أبو روق يعنون ذليلاً لأن عشيرتك ليسوا على دينك { وَلَوْلاَ رَهْطُكَ لَرَجَمْنَـٰكَ } أي قومك، لولا معزتهم علينا، لرجمناك، قيل بالحجارة، وقيل لسببناك { وَمَآ أَنتَ عَلَيْنَا بِعَزِيزٍ } أي ليس عندنا لك معزة { قَالَ يٰقَوْمِ أَرَهْطِىۤ أَعَزُّ عَلَيْكُم مِّنَ ٱللَّهِ } يقول أتتركوني لأجل قومي، ولا تتركوني إِعظاماً لجناب الرب تبارك وتعالى أن تنالوا نبيه بمساءة؟ وقد اتخذتم كتاب الله { وَرَآءَكُمْ ظِهْرِيّاً } أي نبذتموه خلفكم، لا تطيعونه ولا تعظمونه { إِنَّ رَبِّى بِمَا تَعْمَلُونَ مُحِيطٌ } أي هو يعلم جميع أعمالكم، وسيجزيكم بها.