الرئيسية - التفاسير


* تفسير تفسير القرآن العظيم/ ابن كثير (ت 774 هـ) مصنف و مدقق


{ قُلْ يٰأَيُّهَا ٱلنَّاسُ قَدْ جَآءَكُمُ ٱلْحَقُّ مِن رَّبِّكُمْ فَمَنِ ٱهْتَدَىٰ فَإِنَّمَا يَهْتَدِي لِنَفْسِهِ وَمَن ضَلَّ فَإِنَّمَا يَضِلُّ عَلَيْهَا وَمَآ أَنَاْ عَلَيْكُمْ بِوَكِيلٍ } * { وَٱتَّبِعْ مَا يُوحَىٰ إِلَيْكَ وَٱصْبِرْ حَتَّىٰ يَحْكُمَ ٱللَّهُ وَهُوَ خَيْرُ ٱلْحَاكِمِينَ }

يقول تعالى آمراً لرسوله صلى الله عليه وسلم أن يخبر الناس أن الذي جاءهم به من عند الله هو الحق الذي لا مرية فيه، ولا شك فيه، فمن اهتدى به واتبعه، فإنما يعود نفع ذلك الاتباع على نفسه، ومن ضل عنه، فإنما يرجع وبال ذلك عليه { وَمَآ أَنَاْ عَلَيْكُمْ بِوَكِيلٍ } أي وما أنا موكل بكم حتى تكونوا مؤمنين، وإنما أنا نذير لكم، والهداية على الله تعالى. وقوله { وَٱتَّبِعْ مَا يُوحَىٰ إِلَيْكَ وَٱصْبِرْ } أي تمسك بما أنزل الله عليك وأوحاه إليك، واصبر على مخالفة من خالفك من الناس { حَتَّىٰ يَحْكُمَ ٱللَّهُ } أي يفتح بينك وبينهم { وَهُوَ خَيْرُ ٱلْحَـٰكِمِينَ } أي خير الفاتحين بعدله وحكمته.