{ وَإِنَّ لَنَا لَلآخِرَةَ وَٱلأُولَىٰ } فنعطي في الدارين ما نشاء لمن نشاء، أو ثواب الهداية للمهتدين، أو فلا يضرنا ترككم الاهتداء. { فَأَنذَرْتُكُمْ نَاراً تَلَظَّىٰ } تتلهب. { لاَ يَصْلَـٰهَا } لا يلزمها مقاسياً شدتها. { إِلاَّ ٱلأَشْقَى } إلا الكافر فإن الفاسق وإن دخلها لا يلزمها ولذلك سماه أشقى ووصفه بقوله: { ٱلَّذِى كَذَّبَ وَتَوَلَّىٰ } أي كذب الحق وأعرض عن الطاعة. { وَسَيُجَنَّبُهَا ٱلأَتْقَى ٱلَّذِى } اتقى الشرك والمعاصي فإنه لا يدخلها فضلاً عن أن يدخلها ويصلاها، ومفهوم ذلك أن من اتقى الشرك دون المعصية لا يجنبها ولا يلزم ذلك صليها فلا يخالف الحصر السابق. { يُؤْتِي مَالَهُ } يصرفه في مصارف الخير لقوله: { يَتَزَكَّىٰ } فإنه بدل من { يُؤْتَي } أو حال من فاعله. { وَمَا لأَحَدٍ عِندَهُ مِن نّعْمَةٍ تُجْزَىٰ } فيقصد بإيتائه مجازاتها. { إِلاَّ ٱبْتِغَاء وَجْهِ رَبّهِ ٱلأَعْلَىٰ } استثناء منقطع أو متصل عن محذوف مثل لا يؤتى إلا ابتغاء وجه ربه لا لمكافأة نعمة. { وَلَسَوْفَ يَرْضَىٰ } وعد بالثواب الذي يرضيه. والآيات نزلت في أبي بكر رضي الله تعالى عنه حين اشترى بلالاً في جماعة تولاهم المشركون فأعتقهم، ولذلك قيل: المراد بالأشقى أبو جهل أو أمية بن خلف. عن النبي صلى الله عليه وسلم " من قرأ سورة والليل أعطاه الله سبحانه وتعالى حتى يرضى وعافاه من العسر ويسر له اليسر ".