الرئيسية - التفاسير


* تفسير انوار التنزيل واسرار التأويل/ البيضاوي (ت 685 هـ) مصنف و مدقق


{ أَمْ حَسِبْتُمْ أَن تُتْرَكُواْ وَلَمَّا يَعْلَمِ ٱللَّهُ ٱلَّذِينَ جَاهَدُواْ مِنكُمْ وَلَمْ يَتَّخِذُواْ مِن دُونِ ٱللَّهِ وَلاَ رَسُولِهِ وَلاَ ٱلْمُؤْمِنِينَ وَلِيجَةً وَٱللَّهُ خَبِيرٌ بِمَا تَعْمَلُونَ }

{ أَمْ حَسِبْتُمْ } خطاب للمؤمنين حين كره بعضهم القتال. وقيل للمنافقين و { أَمْ } منقطعة ومعنى الهمزة فيها التوبيخ على الحسبان. { أَن تُتْرَكُواْ وَلَمَّا يَعْلَمِ ٱللَّهُ ٱلَّذِينَ جَـٰهَدُواْ مِنكُمْ } ولم يتبين الخلص منكم وهم الذين جاهدوا من غيرهم، نفى العلم وأراد نفي المعلوم للمبالغة فإنه كالبرهان عليه من حيث إن تعلق العلم به مستلزم لوقوعه. { وَلَمْ يَتَّخِذُواْ } عطف على { جَـٰهَدُواْ } داخل في الصلة. { مِن دُونِ ٱللَّهِ وَلاَ رَسُولِهِ وَلاَ ٱلْمُؤْمِنِينَ وَلِيجَةً } بطانة يوالونهم ويَفشون إليهم أسرارهم. وما في { لَّمّاً } من معنى التوقع منبه على أن تبين ذلك متوقع. { وَٱللَّهُ خَبِيرٌ بِمَا تَعْمَلُونَ } يعلم غرضكم منه وهو كالمزيج لما يتوهم من ظاهر قوله: { وَلَمَّا يَعْلَمِ ٱللَّهُ }.