{ ٱلنَّارِ } بدل من { ٱلأخْدُودِ } بدل الاشتمال. { ذَاتِ ٱلْوَقُودِ } صفة لها بالعظمة وكثرة ما يرتفع بها لهبها، واللام في { ٱلْوَقُودِ } للجنس. { إِذْ هُمْ عَلَيْهَا } على حافة النار. { قُعُودٌ } قاعدون. { وَهُمْ عَلَىٰ مَا يَفْعَلُونَ بِٱلْمُؤْمِنِينَ شُهُودٌ } يشهد بعضهم لبعض عند الملك بأنهم لم يقصروا فيما أمروا به، أو يشهدون على ما يفعلون يوم القيامة حين تشهد عليهم ألسنتهم وأيديهم. { وَمَا نَقَمُواْ مِنْهُمْ } وما أنكروا. { إِلاَّ أَن يُؤْمِنُواْ بِٱللَّهِ ٱلْعَزِيزِ ٱلْحَمِيدِ } استثناء على طريقة قوله:
وَلاَ عَيْبَ فِيهِمْ غَيْرَ أَنَّ سُيُوفَهُم
بِهِن فُلُولٌ مِنْ قراعِ الكتائبِ
ووصفه بكونه عزيزاً غالباً يخشى عقابه حميداً منعماً يرجى ثوابه وقرر ذلك بقوله: { ٱلَّذِى لَهُ مُلْكُ ٱلسَّمَـٰوَاتِ وَٱلاْرْضِ وَهُوَ عَلَىٰ كُلّ شَىْءٍ شَهِيدٍ } للإِشعار بما يستحق أن يؤمن به ويعبد. { إِنَّ ٱلَّذِينَ فَتَنُواْ ٱلْمُؤْمِنِينَ وَٱلْمُؤْمِنَـٰتِ } بلوهم بالأذى. { ثُمَّ لَمْ يَتُوبُواْ فَلَهُمْ عَذَابُ جَهَنَّمَ } بكفرهم. { وَلَهُمْ عَذَابُ ٱلْحَرِيقِ } العذاب الزائد في الاحراق بفتنتهم. بل المراد بـ { ٱلَّذِينَ فَتَنُواْ } { أَصْحَـٰبُ ٱلأخْدُودِ } وبـ { عَذَابَ ٱلْحَرِيقِ } ما روي أن النار انقلبت عليهم فأحرقتهم. { إِنَّ ٱلَّذِينَ ءامَنُواْ وَعَمِلُواْ ٱلصَّـٰلِحَـٰتِ لَهُمْ جَنَّـٰتٌ تَجْرِى مِن تَحْتِهَا ٱلأَنْهَـٰرُ ذَلِكَ ٱلْفَوْزُ ٱلْكَبِيرُ } إذ الدنيا وما فيها تصغر دونه. { إِنَّ بَطْشَ رَبّكَ لَشَدِيدٌ } مضاعف عنفه فإن البطش أخذ بعنف. { إِنَّهُ هُوَ يُبْدِىء وَيُعِيدُ } { يُبْدِىء } الخلق ويعيده، أو { يُبْدِىء } البطش بالكفرة في الدنيا ويعيده في الآخرة. { وَهُوَ ٱلْغَفُورُ } لمن تاب. { ٱلْوَدُودُ } المحب لمن أطاع.