الرئيسية - التفاسير


* تفسير انوار التنزيل واسرار التأويل/ البيضاوي (ت 685 هـ) مصنف و مدقق


{ إِذَا ٱلسَّمَآءُ ٱنشَقَّتْ } * { وَأَذِنَتْ لِرَبِّهَا وَحُقَّتْ } * { وَإِذَا ٱلأَرْضُ مُدَّتْ } * { وَأَلْقَتْ مَا فِيهَا وَتَخَلَّتْ } * { وَأَذِنَتْ لِرَبِّهَا وَحُقَّتْ } * { يٰأَيُّهَا ٱلإِنسَٰنُ إِنَّكَ كَادِحٌ إِلَىٰ رَبِّكَ كَدْحاً فَمُلاَقِيهِ } * { فَأَمَّا مَنْ أُوتِيَ كِتَـٰبَهُ بِيَمِينِهِ } * { فَسَوْفَ يُحَاسَبُ حِسَاباً يَسِيراً } * { وَيَنقَلِبُ إِلَىٰ أَهْلِهِ مَسْرُوراً } * { وَأَمَّا مَنْ أُوتِيَ كِتَٰبَهُ وَرَآءَ ظَهْرِهِ } * { فَسَوْفَ يَدْعُواْ ثُبُوراً } * { وَيَصْلَىٰ سَعِيراً }

مكية وآيها خمس وعشرون آية

بسم الله الرحمن الرحيم

{ إِذَا ٱلسَّمَاءُ ٱنشَقَّتْ } بالغمام كقوله تعالى:وَيَوْمَ تَشَقَّقُ ٱلسَّمَاء بِٱلْغَمَـٰمِ } [الفرقان: 25] وعن علي رضي الله تعالى عنه: تنشق من المجرة.

{ وَأَذِنَتْ لِرَبّهَا } واستمعت له أي انقادت لتأثير قدرته حين أراد انشقاقها انقياد المطواع الذي يأذن للآمر ويذعن له. { وَحُقَّتْ } وجعلت حقيقة بالاستماع والانقياد يقال: حق بكذا فهو محقوق وحقيق.

{ وَإِذَا ٱلأَرْضُ مُدَّتْ } بسطت بأن لا تزال جبالها وآكامها.

{ وَأَلْقَتْ مَا فِيهَا وَتَخَلَّتْ } في الخلو أقصى جهدها حتى لم يبق شيء في باطنها.

{ وَأَذِنَتْ لِرَبّهَا } في الإِلقاء والتخلي. { وَحُقَّتْ } للإِذن وتكرير { إِذَا } لاستقلال كل من الجملتين بنوع من القدرة، وجوابه محذوف للتهويل بالإِبهام أو الاكتفاء بما مر في سورتي «التكوير» و «الانفطار» أو لدلالة قوله.

{ يٰأَيُّهَا ٱلإِنسَـٰنُ إِنَّكَ كَادِحٌ إِلَىٰ رَبّكَ كَدْحاً فَمُلَـٰقِيهِ } عليه وتقديره لاقى الإِنسان كدحه أي جهداً يؤثر فيه من كدحه إذا خدشه، أو { فَمُلَـٰقِيهِ } و { يٰأَيُّهَا ٱلإِنسَـٰنُ إِنَّكَ كَادِحٌ إِلَىٰ رَبّكَ } اعتراض، والكدح إليه السعي إلى لقاء جزائه.

{ فَأَمَّا مَنْ أُوتِىَ كِتَـٰبَهُ بِيَمِينِهِ فَسَوْفَ يُحَاسَبُ حِسَاباً يَسِيراً } سهلاً لا يناقش فيه.

{ وَيَنقَلِبُ إِلَىٰ أَهْلِهِ مَسْرُوراً } إلى عشيرته المؤمنين، أو فريق المؤمنين، أو { أَهْلِهِ } في الجنة من الحور.

{ وَأَمَّا مَنْ أُوتِىَ كِتَـٰبَهُ وَرَاء ظَهْرِهِ } أي يؤتى كتابه بشماله من وراء ظهره. قيل تغل يمناه إلى عنقه وتجعل يسراه وراء ظهره.

{ فَسَوْفَ يَدْعُو ثُبُوراً } يتمنى الثبور ويقول يا ثبوراه وهو الهلاك.

{ وَيَصْلَىٰ سَعِيراً } وقرأ الحجازيان والشامي «وَيَصْلَىٰ» لقوله تعالى:وَتَصْلِيَةُ جَحِيمٍ } [الواقعة: 94] وقرىء «وَيَصْلَىٰ» لقوله تعالى:ونصله جَهَنَّمَ } [النساء: 115].