الرئيسية - التفاسير


* تفسير انوار التنزيل واسرار التأويل/ البيضاوي (ت 685 هـ) مصنف و مدقق


{ عَيْناً يَشْرَبُ بِهَا ٱلْمُقَرَّبُونَ } * { إِنَّ ٱلَّذِينَ أَجْرَمُواْ كَانُواْ مِنَ ٱلَّذِينَ آمَنُواْ يَضْحَكُونَ } * { وَإِذَا مَرُّواْ بِهِمْ يَتَغَامَزُونَ } * { وَإِذَا ٱنقَلَبُوۤاْ إِلَىٰ أَهْلِهِمُ ٱنقَلَبُواْ فَكِهِينَ } * { وَإِذَا رَأَوْهُمْ قَالُوۤاْ إِنَّ هَـٰؤُلاَءِ لَضَالُّونَ } * { وَمَآ أُرْسِلُواْ عَلَيْهِمْ حَافِظِينَ } * { فَٱلْيَوْمَ ٱلَّذِينَ آمَنُواْ مِنَ ٱلْكُفَّارِ يَضْحَكُونَ } * { عَلَى ٱلأَرَآئِكِ يَنظُرُونَ } * { هَلْ ثُوِّبَ ٱلْكُفَّارُ مَا كَانُواْ يَفْعَلُونَ }

{ عَيْناً يَشْرَبُ بِهَا ٱلْمُقَرَّبُونَ } فإنهم يشربونها صرفاً لأنهم لم يشتغلوا بغير الله، وتمزج لسائر أهل الجنة وانتصاب { عَيْناً } على المدح أو الحال { مِن تَسْنِيمٍ } والكلام في الباء كما فييَشْرَبُ بِهَا عِبَادُ ٱللَّهِ } [الإنسان: 6] { إِنَّ ٱلَّذِينَ أَجْرَمُواْ } يعني رؤساء قريش. { كَانُواْ مِنَ ٱلَّذِينَ ءامَنُواْ يَضْحَكُونَ } كانوا يستهزئون بفقراء المؤمنين.

{ وَإِذَا مَرُّواْ بِهِمْ يَتَغَامَزُونَ } يغمز بعضهم بعضاً ويشيرون بأعينهم.

{ وَإِذَا ٱنقَلَبُواْ إِلَىٰ أَهْلِهِمْ ٱنقَلَبُواْ فَـٰكِهِينَ } متلذذين بالسخرية منهم، وقرأ حفص «فَكِهِينَ» }.

وَإِذَا رَأَوْهُمْ قَالُواْ إِنَّ هَـؤُلاَء لَضَالُّونَ } وإذا رأوا المؤمنين نسبوهم إلى الضلال.

{ وَمَا أُرْسِلُواْ عَلَيْهِمْ } على المؤمنين. { حَـٰفِظِينَ } يحفظون عليهم أعمالهم ويشهدون برشدهم وضلالهم.

{ فَٱلْيَوْمَ ٱلَّذِينَ ءَامَنُواْ مِنَ ٱلْكُفَّارِ يَضْحَكُونَ } حين يرونهم أذلاء مغلوبين في النار. وقيل يفتح لهم باب إلى الجنة فيقال لهم اخرجوا إليها، فَإِذَا وصلوا أغلق دونهم فيضحك المؤمنون منهم.

{ عَلَى ٱلأَرَائِكِ يَنظُرُونَ } حال من { يَضْحَكُونَ }.

{ هَلْ ثُوّبَ ٱلْكُفَّارُ } أي هل أثيبوا. { مَا كَانُواْ يَفْعَلُونَ } وقرأ حمزة والكسائي بادغام اللام في الثاء.

عن النبي صلى الله عليه وسلم " من قرأ سورة المطففين سقاه الله مـن الرحيق المختوم يوم القيامة ".