الرئيسية - التفاسير


* تفسير انوار التنزيل واسرار التأويل/ البيضاوي (ت 685 هـ) مصنف و مدقق


{ ثُمَّ شَقَقْنَا ٱلأَرْضَ شَقّاً } * { فَأَنبَتْنَا فِيهَا حَبّاً } * { وَعِنَباً وَقَضْباً } * { وَزَيْتُوناً وَنَخْلاً } * { وَحَدَآئِقَ غُلْباً } * { وَفَاكِهَةً وَأَبّاً } * { مَّتَاعاً لَّكُمْ وَلأَنْعَامِكُمْ } * { فَإِذَا جَآءَتِ ٱلصَّآخَّةُ } * { يَوْمَ يَفِرُّ ٱلْمَرْءُ مِنْ أَخِيهِ } * { وَأُمِّهِ وَأَبِيهِ } * { وَصَٰحِبَتِهِ وَبَنِيهِ } * { لِكُلِّ ٱمْرِىءٍ مِّنْهُمْ يَوْمَئِذٍ شَأْنٌ يُغْنِيهِ } * { وُجُوهٌ يَوْمَئِذٍ مُّسْفِرَةٌ } * { ضَاحِكَةٌ مُّسْتَبْشِرَةٌ } * { وَوُجُوهٌ يَوْمَئِذٍ عَلَيْهَا غَبَرَةٌ } * { تَرْهَقُهَا قَتَرَةٌ } * { أُوْلَـٰئِكَ هُمُ ٱلْكَفَرَةُ ٱلْفَجَرَةُ }

{ ثُمَّ شَقَقْنَا ٱلأَرْضَ شَقّاً } أي بالنبات أو بالكراب، وأسند الشق إلى نفسه إسناد الفعل إلى السبب.

{ فَأَنبَتْنَا فِيهَا حَبّاً } كالحنطة والشعير.

{ وَعِنَباً وَقَضْباً } يعني الرطبة سميت بمصدر قضبه إذا قطعه لأنها تقضب مرة بعد أخرى.

{ وَزَيْتُوناً وَنَخْلاً وَحَدَائِقَ غُلْباً } عظاماً وصف به الحدائق لتكاثفها وكثرة أشجارها، أو لأنها ذات أشجار غلاظ مستعار من وصف الرقاب.

{ وَفَـٰكِهَةً وَأَبّاً } ومرعى من أب إذا أم لأنه يؤم وينتجع، أو من أب لكذا إذا تهيأ له لأنه متهيء للرعي، أو فاكهة يابسة تؤوب للشتاء.

{ مَتَـٰعاً لَّكُمْ وَلأَِنْعَـٰمِكُمْ } فإن الأنواع المذكورة بعضها طعام وبعضها علف.

{ فَإِذَا جَاءتِ ٱلصَّاخَّةُ } أي النفخة وصفت بها مجازاً لأن الناس يصخون لها.

{ يَوْمَ يَفِرُّ ٱلْمَرْءُ مِنْ أَخِيهِ وَأُمّهِ وَأَبِيهِ وَصَـٰحِبَتِهُ وَبَنِيهِ } لاشتغاله بشأنه وعلمه بأنهم لا ينفعونه، أو للحذر من مطالبتهم بما قصر في حقهم وتأخير الأحب فالأحب للمبالغة كأنه قيل: يفر من أخيه بل من أبويه بل من صاحبته وبنيه.

{ لِكُلّ ٱمْرِىءٍ مّنْهُمْ يَوْمَئِذٍ شَأْنٌ يُغْنِيهِ } يكفيه في الاهتمام به، وقرىء «يعنيه» أي يهمه.

{ وُجُوهٌ يَوْمَئِذٍ مُّسْفِرَةٌ } مضيئة من إسفار الصبح.

{ ضَـٰحِكَةٌ مُّسْتَبْشِرَةٌ } لما ترى من النعيم.

{ وَوُجُوهٌ يَوْمَئِذٍ عَلَيْهَا غَبَرَةٌ } غبار وكدورة.

{ تَرْهَقُهَا قَتَرَةٌ } يَغشاها سواد وظلمة.

{ أُوْلَـئِكَ هُمُ ٱلْكَفَرَةُ ٱلْفَجَرَةُ } الذين جمعوا إلى الكفر الفجور، فلذلك يجمع إلى سواد وجوههم الغبرة.

قال النبي صلى الله عليه وسلم " من قرأ سورة عبس جاء يوم القيامة ووجهه ضاحك مستبشر ".