{ ثُمَّ شَقَقْنَا ٱلأَرْضَ شَقّاً } أي بالنبات أو بالكراب، وأسند الشق إلى نفسه إسناد الفعل إلى السبب. { فَأَنبَتْنَا فِيهَا حَبّاً } كالحنطة والشعير. { وَعِنَباً وَقَضْباً } يعني الرطبة سميت بمصدر قضبه إذا قطعه لأنها تقضب مرة بعد أخرى. { وَزَيْتُوناً وَنَخْلاً وَحَدَائِقَ غُلْباً } عظاماً وصف به الحدائق لتكاثفها وكثرة أشجارها، أو لأنها ذات أشجار غلاظ مستعار من وصف الرقاب. { وَفَـٰكِهَةً وَأَبّاً } ومرعى من أب إذا أم لأنه يؤم وينتجع، أو من أب لكذا إذا تهيأ له لأنه متهيء للرعي، أو فاكهة يابسة تؤوب للشتاء. { مَتَـٰعاً لَّكُمْ وَلأَِنْعَـٰمِكُمْ } فإن الأنواع المذكورة بعضها طعام وبعضها علف. { فَإِذَا جَاءتِ ٱلصَّاخَّةُ } أي النفخة وصفت بها مجازاً لأن الناس يصخون لها. { يَوْمَ يَفِرُّ ٱلْمَرْءُ مِنْ أَخِيهِ وَأُمّهِ وَأَبِيهِ وَصَـٰحِبَتِهُ وَبَنِيهِ } لاشتغاله بشأنه وعلمه بأنهم لا ينفعونه، أو للحذر من مطالبتهم بما قصر في حقهم وتأخير الأحب فالأحب للمبالغة كأنه قيل: يفر من أخيه بل من أبويه بل من صاحبته وبنيه. { لِكُلّ ٱمْرِىءٍ مّنْهُمْ يَوْمَئِذٍ شَأْنٌ يُغْنِيهِ } يكفيه في الاهتمام به، وقرىء «يعنيه» أي يهمه. { وُجُوهٌ يَوْمَئِذٍ مُّسْفِرَةٌ } مضيئة من إسفار الصبح. { ضَـٰحِكَةٌ مُّسْتَبْشِرَةٌ } لما ترى من النعيم. { وَوُجُوهٌ يَوْمَئِذٍ عَلَيْهَا غَبَرَةٌ } غبار وكدورة. { تَرْهَقُهَا قَتَرَةٌ } يَغشاها سواد وظلمة. { أُوْلَـئِكَ هُمُ ٱلْكَفَرَةُ ٱلْفَجَرَةُ } الذين جمعوا إلى الكفر الفجور، فلذلك يجمع إلى سواد وجوههم الغبرة. قال النبي صلى الله عليه وسلم " من قرأ سورة عبس جاء يوم القيامة ووجهه ضاحك مستبشر ".