الرئيسية - التفاسير


* تفسير انوار التنزيل واسرار التأويل/ البيضاوي (ت 685 هـ) مصنف و مدقق


{ إِذْ يُوحِي رَبُّكَ إِلَى ٱلْمَلاۤئِكَةِ أَنِّي مَعَكُمْ فَثَبِّتُواْ ٱلَّذِينَ آمَنُواْ سَأُلْقِي فِي قُلُوبِ ٱلَّذِينَ كَفَرُواْ ٱلرُّعْبَ فَٱضْرِبُواْ فَوْقَ ٱلأَعْنَاقِ وَٱضْرِبُواْ مِنْهُمْ كُلَّ بَنَانٍ }

{ إِذْ يُوحِى رَبُّكَ } بدل ثالث أو متعلق بيثبت. { إِلَى ٱلْمَلَـئِكَةِ أَنّي مَعَكُمْ } في إعانتهم وتثبيتهم وهو مفعول { يُوحِى }. وقرىء بالكسر على إرادة القول أو إجراء الوحي مجراه. { فَثَبّتُواْ ٱلَّذِينَ ءامَنُواْ } بالبشارة أو بتكثير سوادهم، أو بمحاربة أعدائهم فيكون قوله: { سَأُلْقِى فِي قُلُوبِ ٱلَّذِينَ كَفَرُواْ ٱلرُّعْبَ } كالتفسير لقوله { أَنّي مَعَكُمْ فَثَبّتُواْ } ، وفيه دليل على أنهم قاتلوا ومن منع ذلك جعل الخطاب فيه مع المؤمنين إما على تغيير الخطاب أو على أن قوله: { سَأُلْقِى } إلى قوله: { كُلَّ بَنَانٍ } تلقين للملائكة ما يثبتون المؤمنين به كأنه قال؛ قولوا لهم قوْلي هذا. { فَٱضْرِبُواْ فَوْقَ ٱلأَعْنَـٰقِ } أعاليها التي هي المذابح أو الرؤوس. { وَٱضْرِبُواْ مِنْهُمْ كُلَّ بَنَانٍ } أصابع أي جزوا رقابهم واقطعوا أطرافهم.