الرئيسية - التفاسير


* تفسير انوار التنزيل واسرار التأويل/ البيضاوي (ت 685 هـ) مصنف و مدقق


{ قَالُواْ تِلْكَ إِذاً كَرَّةٌ خَاسِرَةٌ } * { فَإِنَّمَا هِيَ زَجْرَةٌ وَاحِدَةٌ } * { فَإِذَا هُم بِٱلسَّاهِرَةِ } * { هَلْ أَتَاكَ حَدِيثُ مُوسَىٰ } * { إِذْ نَادَاهُ رَبُّهُ بِٱلْوَادِ ٱلْمُقَدَّسِ طُوًى } * { ٱذْهَبْ إِلَىٰ فِرْعَوْنَ إِنَّهُ طَغَىٰ } * { فَقُلْ هَل لَّكَ إِلَىٰ أَن تَزَكَّىٰ } * { وَأَهْدِيَكَ إِلَىٰ رَبِّكَ فَتَخْشَىٰ } * { فَأَرَاهُ ٱلآيَةَ ٱلْكُبْرَىٰ } * { فَكَذَّبَ وَعَصَىٰ } * { ثُمَّ أَدْبَرَ يَسْعَىٰ } * { فَحَشَرَ فَنَادَىٰ } * { فَقَالَ أَنَاْ رَبُّكُمُ ٱلأَعْلَىٰ } * { فَأَخَذَهُ ٱللَّهُ نَكَالَ ٱلآخِرَةِ وَٱلأُوْلَىٰ } * { إِنَّ فِي ذَلِكَ لَعِبْرَةً لِّمَن يَخْشَىٰ }

{ قَالُواْ تِلْكَ إِذاً كَرَّةٌ خَـٰسِرَةٌ } ذات خسران أو خاسر أصحابها، والمعنى أنها إن صحت فنحن إذاً خاسرون لتكذيبنا بها وهو استهزاء منهم.

{ فَإِنَّمَا هِىَ زَجْرَةٌ وٰحِدَةٌ } متعلق بمحذوف أي لا يستصعبوها فما هي إلا صيحة واحدة يعني النفخة الثانية.

{ فَإِذَا هُم بِٱلسَّاهِرَةِ } فإذا هم أحياء على وجه الأرض بعد ما كانوا أمواتاً في بطنها، والساهرة والأرض البيضاء المستوية سميت بذلك لأن السراب يجري فيها من قولهم: عين ساهرة للتي يجري ماؤها وفي ضدها نائمة، أو لأن سالكها يسهر خوفاً وقيل اسم لجهنم.

{ هَلْ أَتَاكَ حَدِيثُ مُوسَىٰ } أليس قد أتاك حديثه فيسليك على تكذيب قومك وتهددهم عليه بأن يصيبهم مثل ما أصاب من هو أعظم منهم.

{ إِذْ نَادَاهُ رَبُّهُ بِٱلْوَادِ ٱلْمُقَدَّسِ طُوًى } قد مر بيانه في سورة «طه».

{ ٱذْهَبْ إِلَىٰ فِرْعَوْنَ إِنَّهُ طَغَىٰ } على إرادة القول، وقرىء «أن أذهب» لما في النداء من معنى القول.

{ فَقُلْ هَل لَّكَ إِلَىٰ أَن تَزَكَّىٰ } هل لك ميل إلى أن تتطهر من الكفر والطغيان، وقرأ الحجازيان ويعقوب« تَزَكَّىٰ » بالتشديد.

{ وَأَهْدِيَكَ إِلَىٰ رَبّكَ } وأرشدك إلى معرفته. { فَتَخْشَىٰ } بأداء الواجبات وترك المحرمات، إذ الخشية إنما تكون بعد المعرفة وهذا كالتفصيل لقوله:فَقُولاَ لَهُ قَوْلاً لَّيّناً } [طه: 44] { فَأَرَاهُ ٱلآيَةَ ٱلْكُبْرَىٰ } أي فذهب وبلغ فأراه المعجزة الكبرى وهي قلب العصا حية فإنه كان المقدم والأصل، أو مجموع معجزاته فإنها باعتبار دلالتها كالآية الواحدة.

{ فَكَذَّبَ وَعَصَىٰ } فكذب موسى وعصى الله عز وجل بعد ظهور الآية وتحقق الأمر.

{ ثُمَّ أَدْبَرَ } عن الطاعة. { يَسْعَىٰ } ساعياً في إبطال أمره أو أدبر بعدما رأى الثعبان مرعوباً مسرعاً في مشيه.

{ فَحَشَرَ } فجمع السحرة أو جنوده. { فَنَادَىٰ } في المجمع بنفسه أو بمناد.

{ فَقَالَ أَنَاْ رَبُّكُمُ ٱلأَعْلَىٰ } أعلى كل من يلي أمركم.

{ فَأَخَذَهُ ٱللَّهُ نَكَالَ ٱلآخِرَةِ وَٱلأُوْلَىٰ } أخذا منكلاً لمن رآه، أو سمعه في الآخرة بالإِحراق وفي الدنيا بالإِغراق، أو على كلمته { ٱلآخِرَةَ } وهي هذه وكلمته الأولى وهو قوله:مَا عَلِمْتُ لَكُمْ مّنْ إِلَـٰهٍ غَيْرِى } [القصص: 38] أو للتنكيل فيهما، أو لهما، ويجوز أن يكون مصدراً مؤكداً مقدراً بفعله.

{ إِنَّ فِى ذَلِكَ لَعِبْرَةً لّمَن يَخْشَىٰ } لمن كان من شأنه الخشية.