الرئيسية - التفاسير


* تفسير انوار التنزيل واسرار التأويل/ البيضاوي (ت 685 هـ) مصنف و مدقق


{ وَلاَ يُؤْذَنُ لَهُمْ فَيَعْتَذِرُونَ } * { وَيْلٌ يَوْمَئِذٍ لِّلْمُكَذِّبِينَ } * { هَـٰذَا يَوْمُ ٱلْفَصْلِ جَمَعْنَٰكُمْ وَٱلأَوَّلِينَ } * { فَإِن كَانَ لَكمُ كَيْدٌ فَكِيدُونِ } * { وَيْلٌ يَوْمَئِذٍ لِّلْمُكَذِّبِينَ } * { إِنَّ ٱلْمُتَّقِينَ فِي ظِلاَلٍ وَعُيُونٍ } * { وَفَوَاكِهَ مِمَّا يَشْتَهُونَ } * { كُلُواْ وَٱشْرَبُواْ هَنِيـۤئاً بِمَا كُنتُمْ تَعْمَلُونَ } * { إِنَّا كَذَلِكَ نَجْزِي ٱلْمُحْسِنِينَ } * { وَيْلٌ يَوْمَئِذٍ لِّلْمُكَذِّبِينَ } * { كُلُواْ وَتَمَتَّعُواْ قَلِيلاً إِنَّكُمْ مُّجْرِمُونَ } * { وَيْلٌ يَوْمَئِذٍ لِّلْمُكَذِّبِينَ } * { وَإذَا قِيلَ لَهُمُ ٱرْكَعُواْ لاَ يَرْكَعُونَ } * { وَيْلٌ يَوْمَئِذٍ لِّلْمُكَذِّبِينَ } * { فَبِأَيِّ حَدِيثٍ بَعْدَهُ يُؤْمِنُونَ }

{ وَلاَ يُؤْذَنُ لَهُمْ فَيَعْتَذِرُونَ وَيْلٌ يَوْمَئِذٍ لّلْمُكَذّبِينَ } عطف { فَيَعْتَذِرُونَ } على { يُؤْذَنَ } ليدل على نفي الإِذن والاعتذار عقيبه مطلقاً، ولو جعله جواباً لدل على أن عدم اعتذارهم لعدم الإذن فأوهم ذلك أن لهم عذراً لكن لا يؤذن لهم فيه.

{ هَـٰذَا يَوْمُ ٱلْفَصْلِ } بين المحق والمبطل. { جَمَعْنَـٰكُمْ وَٱلأَوَّلِينَ } تقرير وبيان للفصل.

{ فَإِن كَانَ لَكمُ كَيْدٌ فَكِيدُونِ } تقريع لهم على كيدهم للمؤمنين في الدنيا وإظهار لعجزهم.

{ وَيْلٌ يَوْمَئِذٍ لّلْمُكَذّبِينَ } إذ لا حيلة لهم في التخلص من العذاب.

{ إِنَّ ٱلْمُتَّقِينَ } عن الشرك لأنهم في مقابلة المكذبين. { فِى ظِلَـٰلٍ وَعُيُونٍ }.

{ وَفَوٰكِهَ مِمَّا يَشْتَهُونَ } مستقرون في أنواع الترفه.

{ كُلُواْ وَٱشْرَبُواْ هَنِيئَاً بِمَا كُنتُمْ تَعْمَلُونَ } أي مقولاً لهم ذلك.

{ إِنَّا كَذَلِكَ نَجْزِى ٱلْمُحْسِنِينَ } في العقيدة.

{ وَيْلٌ يَوْمَئِذٍ لّلْمُكَذّبِينَ } يمحض لهم العذاب المخلد ولخصومهم الثواب المؤبد.

{ كُلُواْ وَتَمَتَّعُواْ قَلِيلاً إِنَّكُمْ مُّجْرِمُونَ } حال من المكذبين أي الويل ثابت لهم في حال ما يقال لهم ذلك، تذكيراً لهم بحالهم في الدنيا وبما جنوا على أنفسهم من إيثار المتاع القليل على النعيم المقيم.

{ وَيْلٌ يَوْمَئِذٍ لّلْمُكَذّبِينَ } حيث عرضوا أنفسهم للعذاب الدائم بالتمتع القليل.

{ وَإذَا قِيلَ لَهُمُ ٱرْكَعُواْ } أطيعوا وأخضعوا أو صلوا أو اركعوا في الصلاة. إذ روي: أنه نزل حين أمر رسول الله صلى الله عليه وسلم ثقيفاً بالصلاة فقالوا: لا نجبي أي لا نركع فإنها مسبة. وقيل هو يوم القيامة حين يدعون إلى السجود فلا يستطيعون. { لاَ يَرْكَعُونَ } لا يمتثلون واستدل به على أن الأمر للوجوب وأن الكفار مخاطبون بالفروع.

{ وَيْلٌ يَوْمَئِذٍ لّلْمُكَذّبِينَ فَبِأَيّ حَدِيثٍ بَعْدَهُ } بعد القرآن. { يُؤْمِنُونَ } إذا لم يؤمنوا به وهو معجز في ذاته مشتمل على الحجج الواضحة والمعاني الشريفة.

عن النبي صلى الله عليه وسلم " من قرأ سورة والمرسلات كتب له أنه ليس من المشركين ".