{ عَنِ ٱلْمُجْرِمِينَ } أي يسأل بعضهم بعضاً أو يسألون غيرهم عن حالهم كقولك: تداعيناه أي دعوناه وقوله: { مَا سَلَكَكُمْ فِى سَقَرَ } بجوابه حكاية لما جرى بين المسؤولين والمجرمين أجابوا بها. { قَالُواْ لَمْ نَكُ مِنَ ٱلْمُصَلّينَ } الصلاة الواجبة. { وَلَمْ نَكُ نُطْعِمُ ٱلْمِسْكِينَ } أي ما يجب إعطاؤه، وفيه دليل على أن الكفار مخاطبون بالفروع. { وَكُنَّا نَخُوضُ } نشرع في الباطل. { مَعَ ٱلُخَائِضِينَ } مع الشارعين فيه. { وَكُنَّا نُكَذّبُ بِيَوْمِ ٱلدّينِ } أخره لتعظيمه أي وكنا بعد ذلك كله مكذبين بالقيامة. { حَتَّىٰ أَتَـٰنَا ٱلْيَقِينُ } الموت ومقدماته. { فَمَا تَنفَعُهُمْ شَفَـٰعَةُ ٱلشَّـٰفِعِينَ } لو شفعوا لهم جميعاً. { فَمَا لَهُمْ عَنِ ٱلتَّذْكِرَةِ مُعْرِضِينَ } أي معرضين عن التذكرة يعني القرآن، أو ما يعمه و { مُعْرِضِينَ } حال. { كَأَنَّهُمْ حُمُرٌ مُّسْتَنفِرَةٌ } شبههم في إعراضهم ونفارهم عن استماع الذكر بحمر نافرة. { فَرَّتْ مِن قَسْوَرَةٍ } أي أسد فعولة من القسر وهو القهر. { بَلْ يُرِيدُ كُلُّ ٱمْرِىء مّنْهُمْ أَن يُؤْتَىٰ صُحُفاً مُّنَشَّرَةً } قراطيس تنشر وتقرأ وذلك أنهم قالوا للنبي صلى الله عليه وسلم: لن نتبعك حتى تأتي كلامنا بكتاب من السماء فيه من الله إلى فلان اتبع محمداً. { كَلاَّ } ردع لهم عن اقتراحهم الآيات. { بَل لاَّ يَخَافُونَ ٱلآخِرَةَ } فلذلك أعرضوا عن التذكرة لا لامتناع إيتاء الصحف. { كَلاَّ } ردع عن إعراضهم. { إِنَّهُ تَذْكِرَةٌ } وأي تذكرة. { فَمَن شَاء ذَكَرَهُ } فمن شاء أن يذكره. { وَمَا يَذْكُرُونَ إِلاَّ أَن يَشَاء ٱللَّهُ } ذكرهم أو مشيئتهم كقوله:{ وَمَا تَشَاءونَ إِلاَّ أَن يَشَاء ٱللَّهُ } [الإنسان: 30] وهو تصريح بأن فعل العبد بمشيئـة الله تعالى، وقرأ نافع «تَذَكَّرُونَ » بالتاء وقرىء بهما مشدداً. { هُوَ أَهْلُ ٱلتَّقْوَىٰ } حقيق بأن يتقى عقابه. { وَأَهْلُ ٱلْمَغْفِرَةِ } حقيق بأن يغفر لعباده سيما المتقين منهم. وعن النبي صلى الله عليه وسلم " من قرأ سورة المدثر أعطاه الله عشر حسنات بعدد من صدق بمحمد عليه الصلاة والسلام وكذب به بمكة شرفها الله تعالى ".