الرئيسية - التفاسير


* تفسير انوار التنزيل واسرار التأويل/ البيضاوي (ت 685 هـ) مصنف و مدقق


{ عَنِ ٱلْمُجْرِمِينَ } * { مَا سَلَكَكُمْ فِي سَقَرَ } * { قَالُواْ لَمْ نَكُ مِنَ ٱلْمُصَلِّينَ } * { وَلَمْ نَكُ نُطْعِمُ ٱلْمِسْكِينَ } * { وَكُنَّا نَخُوضُ مَعَ ٱلُخَآئِضِينَ } * { وَكُنَّا نُكَذِّبُ بِيَوْمِ ٱلدِّينِ } * { حَتَّىٰ أَتَانَا ٱلْيَقِينُ } * { فَمَا تَنفَعُهُمْ شَفَاعَةُ ٱلشَّافِعِينَ } * { فَمَا لَهُمْ عَنِ ٱلتَّذْكِرَةِ مُعْرِضِينَ } * { كَأَنَّهُمْ حُمُرٌ مُّسْتَنفِرَةٌ } * { فَرَّتْ مِن قَسْوَرَةٍ } * { بَلْ يُرِيدُ كُلُّ ٱمْرِىءٍ مِّنْهُمْ أَن يُؤْتَىٰ صُحُفاً مُّنَشَّرَةً } * { كَلاَّ بَل لاَّ يَخَافُونَ ٱلآخِرَةَ } * { كَلاَّ إِنَّهُ تَذْكِرَةٌ } * { فَمَن شَآءَ ذَكَرَهُ } * { وَمَا يَذْكُرُونَ إِلاَّ أَن يَشَآءَ ٱللَّهُ هُوَ أَهْلُ ٱلتَّقْوَىٰ وَأَهْلُ ٱلْمَغْفِرَةِ }

{ عَنِ ٱلْمُجْرِمِينَ } أي يسأل بعضهم بعضاً أو يسألون غيرهم عن حالهم كقولك: تداعيناه أي دعوناه وقوله:

{ مَا سَلَكَكُمْ فِى سَقَرَ } بجوابه حكاية لما جرى بين المسؤولين والمجرمين أجابوا بها.

{ قَالُواْ لَمْ نَكُ مِنَ ٱلْمُصَلّينَ } الصلاة الواجبة.

{ وَلَمْ نَكُ نُطْعِمُ ٱلْمِسْكِينَ } أي ما يجب إعطاؤه، وفيه دليل على أن الكفار مخاطبون بالفروع.

{ وَكُنَّا نَخُوضُ } نشرع في الباطل. { مَعَ ٱلُخَائِضِينَ } مع الشارعين فيه.

{ وَكُنَّا نُكَذّبُ بِيَوْمِ ٱلدّينِ } أخره لتعظيمه أي وكنا بعد ذلك كله مكذبين بالقيامة.

{ حَتَّىٰ أَتَـٰنَا ٱلْيَقِينُ } الموت ومقدماته.

{ فَمَا تَنفَعُهُمْ شَفَـٰعَةُ ٱلشَّـٰفِعِينَ } لو شفعوا لهم جميعاً.

{ فَمَا لَهُمْ عَنِ ٱلتَّذْكِرَةِ مُعْرِضِينَ } أي معرضين عن التذكرة يعني القرآن، أو ما يعمه و { مُعْرِضِينَ } حال.

{ كَأَنَّهُمْ حُمُرٌ مُّسْتَنفِرَةٌ } شبههم في إعراضهم ونفارهم عن استماع الذكر بحمر نافرة.

{ فَرَّتْ مِن قَسْوَرَةٍ } أي أسد فعولة من القسر وهو القهر.

{ بَلْ يُرِيدُ كُلُّ ٱمْرِىء مّنْهُمْ أَن يُؤْتَىٰ صُحُفاً مُّنَشَّرَةً } قراطيس تنشر وتقرأ وذلك أنهم قالوا للنبي صلى الله عليه وسلم: لن نتبعك حتى تأتي كلامنا بكتاب من السماء فيه من الله إلى فلان اتبع محمداً.

{ كَلاَّ } ردع لهم عن اقتراحهم الآيات. { بَل لاَّ يَخَافُونَ ٱلآخِرَةَ } فلذلك أعرضوا عن التذكرة لا لامتناع إيتاء الصحف.

{ كَلاَّ } ردع عن إعراضهم. { إِنَّهُ تَذْكِرَةٌ } وأي تذكرة.

{ فَمَن شَاء ذَكَرَهُ } فمن شاء أن يذكره.

{ وَمَا يَذْكُرُونَ إِلاَّ أَن يَشَاء ٱللَّهُ } ذكرهم أو مشيئتهم كقوله:وَمَا تَشَاءونَ إِلاَّ أَن يَشَاء ٱللَّهُ } [الإنسان: 30] وهو تصريح بأن فعل العبد بمشيئـة الله تعالى، وقرأ نافع «تَذَكَّرُونَ » بالتاء وقرىء بهما مشدداً. { هُوَ أَهْلُ ٱلتَّقْوَىٰ } حقيق بأن يتقى عقابه. { وَأَهْلُ ٱلْمَغْفِرَةِ } حقيق بأن يغفر لعباده سيما المتقين منهم.

وعن النبي صلى الله عليه وسلم " من قرأ سورة المدثر أعطاه الله عشر حسنات بعدد من صدق بمحمد عليه الصلاة والسلام وكذب به بمكة شرفها الله تعالى ".