الرئيسية - التفاسير


* تفسير انوار التنزيل واسرار التأويل/ البيضاوي (ت 685 هـ) مصنف و مدقق


{ وَفَصِيلَتِهِ ٱلَّتِي تُؤْوِيهِ } * { وَمَن فِي ٱلأَرْضِ جَمِيعاً ثُمَّ يُنجِيهِ } * { كَلاَّ إِنَّهَا لَظَىٰ } * { نَزَّاعَةً لِّلشَّوَىٰ } * { تَدْعُواْ مَنْ أَدْبَرَ وَتَوَلَّىٰ } * { وَجَمَعَ فَأَوْعَىٰ } * { إِنَّ ٱلإِنسَانَ خُلِقَ هَلُوعاً } * { إِذَا مَسَّهُ ٱلشَّرُّ جَزُوعاً } * { وَإِذَا مَسَّهُ ٱلْخَيْرُ مَنُوعاً }

{ وَفَصِيلَتِهِ } وعشيرته الذين فصل عنهم { ٱلَّتِى تُؤْوِيِه } تضمه في النسب أو عند الشدائد.

{ وَمَن فِى ٱلأَرْضِ جَمِيعاً } من الثقلين أو الخلائق { ثُمَّ يُنجِيهِ } عطف على { يفتدى } أي ثم ينجيه الافتداء و { ثُمَّ } للاستبعاد.

{ كَلاَّ } ردع للمجرم عن الودادة ودلالة على أن الافتداء لا ينجيه { إِنَّهَا } الضمير للنار أو مبهم يفسره { لَظَىٰ } وهو خبر أو بدل أو للقصة و { لَظَىٰ } مبتدأ خبره:

{ نَزَّاعَةً لّلشَّوَىٰ } وهو اللهب الخالص وقيل علم للنار منقول من اللظى بمعنى اللهب وقرأ حفص عن عاصم { نَزَّاعَةً } بالنصب على الاختصاص أو الحال المؤكدة أو المتنقلة على أن { لَظَىٰ } بمعنى متلظية والشوى والأطراف أو جمع شواة وهي جلدة الرأس.

{ تَدْعُواْ } تجذب وتحضر كقول ذي الرمة:
تدعو أنفه الريب   
مجاز عن جذبها وإحضارها لمن فرَّ عنها وقيل تدعو زبانيتها وقيل تدعو تهلك من قولهم دعاه الله إذا أهلكه { مَنْ أَدْبَرَ } عن الحق { وَتَوَلَّىٰ } عن الطاعة.

{ وَجَمَعَ فَأَوْعَى } وجمع المال فجعله في وعاء وكنزه حرصاً وتأميلاً.

{ إِنَّ ٱلإنسَـٰنَ خُلِقَ هَلُوعاً } شديد الحرص قليل الصبر.

{ إِذَا مَسَّهُ ٱلشَّرُّ } الضر { جَزُوعاً } يكثر الجزع.

{ وَإِذَا مَسَّهُ ٱلْخَيْرُ } السعة { مَنُوعاً } يبالغ بالإِمساك والأوصاف الثلاثة أحوال مقدرة أو محققة لأنها طبائع جبل الإنسان عليها و { إِذَا } الأولى ظرف لـ { جَزُوعاً } والأخرى لـ { مَنُوعاً }.