{ وَلِكُلّ أُمَّةٍ أَجَلٌ } مدة، أو وقت نزول العذاب بهم وهو وعيد لأهل مكة. { فَإِذَا جَاء أَجَلُهُمْ } انقرضت مدتهم، أو حان وقتهم. { لاَ يَسْتَأْخِرُونَ سَاعَةً وَلاَ يَسْتَقْدِمُونَ } أي لا يتأخرون ولا يتقدمون أقصر وقت، أو لا يطلبون التأخر والتقدم لشدة الهول. { يَـٰبَنِى آدَمَ إِمَّا يَأْتِيَنَّكُمْ رُسُلٌ مّنكُمْ يَقُصُّونَ عَلَيْكُمْ آيَاتِي } شرط ذكره بحرف الشك للتنبيه على أن إتيان الرسل أمر جائز غير واجب كما ظنه أهل التعليم، وضمت إليها ما لتأكيد معنى الشرط ولذلك أكد فعلها بالنون وجوابه: { فَمَنِ ٱتَّقَىٰ وَأَصْلَحَ فَلاَ خَوْفٌ عَلَيْهِمْ وَلاَ هُمْ يَحْزَنُونَ }. { وَٱلَّذِينَ كَذَّبُواْ بِـئَايَـٰتِنَا وَٱسْتَكْبَرُواْ عَنْهَا أُوْلَـئِكَ أَصْحَـٰبُ ٱلنَّارِ هُمْ فِيهَا خَـٰلِدُونَ } والمعنى فمن اتقى التكذيب وأصلح عمله منكم والذين كذبوا بآياتنا منكم، وإدخال الفاء في الخبر الأول دون الثاني للمبالغة في الوعد والمسامحة في الوعيد. { فَمَنْ أَظْلَمُ مِمَّنِ ٱفْتَرَىٰ عَلَى ٱللَّهِ كَذِبًا أَوْ كَذَّبَ بِـئَايَـٰتِهِ } ممن تقول على الله ما لم يقله أو كذب ما قاله. { أُوْلَـئِكَ يَنَالُهُمْ نَصِيبُهُم مّنَ ٱلْكِتَـٰبِ } مما كتب لهم من الأرزاق والآجال. وقيل الكتاب اللوح المحفوظ أي مما أثبت لهم فيه. { حَتَّىٰ إِذَا جَاءتْهُمْ رُسُلُنَا يَتَوَفَّوْنَهُمْ } أي يتوفون أرواحهم، وهو حال من الرسل وحتى غاية لنيلهم وهي التي يبتدأ بعدها الكلام. { قَالُواْ } جواب إذا { أَيْنَمَا كُنتُمْ تَدْعُونَ مِن دُونِ ٱللَّهِ } أي أين الآلهة التي كنتم تعبدونها، وما وصلت بأين في خط المصحف وحقها الفصل لأنها موصولة. { قَـالُواْ ضَـلُّواْ عَنَّا } غابوا عنا. { وَشَهِدُواْ عَلَى أَنفُسِهِمْ أَنَّهُمْ كَانُواْ كَـٰفِرِينَ } اعترفوا بأنهم كانوا ضالين فيما كانوا عليه. { قَالَ ٱدْخُلُواْ } أي قال الله تعالى لهم يوم القيامة، أو أحد من الملائكة. { فِى أُمَمٍ قَدْ خَلَتْ مِن قَبْلِكُم } أي كائنين في جملة أمم مصاحبين لهم يوم القيامة. { مّنَ ٱلْجِنّ وَٱلإِنْسِ } يعني كفار الأمم الماضية عن النوعين. { فِى ٱلنَّارِ } متعلق بادخلوا. { كُلَّمَا دَخَلَتْ أُمَّةٌ } أي في النار. { لَّعَنَتْ أُخْتَهَا } التي ضلت بالاقتداء بها. { حَتَّى إِذَا ٱدَّارَكُواْ فِيهَا جَمِيعًا } أي تداركوا وتلاحقوا واجتمعوا في النار. { قَالَتْ أُخْرَاهُمْ } دخولاً أو منزلة وهم الأتباع. { لأُولَـٰهُمْ } أي لأجل أولاهم إذا الخطاب مع الله لا معهم. { رَبَّنَا هَـؤُلاء أَضَلُّونَا } سنوا لنا الضلال فاقتدينا بهم { فَآتِهِمْ عَذَاباً ضِعْفاً مِنَ النَّارِ } مضاعفاً لأنهم ضلوا وأضلوا. { قَالَ لِكُلّ ضِعْفٌ } أما القادة فبكفرهم وتضليلهم، وأما الأتباع فبكفرهم وتقليدهم. { وَلَـٰكِن لاَّ تَعْلَمُونَ } ما لكم أو ما لكل فريق. وقرأ عاصم بالياء على الانفصال. { وَقَالَتْ أُولَـٰهُمْ لأُخْرَاهُمْ فَمَا كَانَ لَكُمْ عَلَيْنَا مِن فَضْلٍ } عطفوا كلامهم على جواب الله سبحانه وتعالى { لاِخْرَاهُمْ } ورتبوه عليه أي فقد ثبت أن لا فضل لكم علينا وإنا وإياكم متساوون في الضلال واستحقاق العذاب.