الرئيسية - التفاسير


* تفسير انوار التنزيل واسرار التأويل/ البيضاوي (ت 685 هـ) مصنف و مدقق


{ وَٱذْكُر رَّبَّكَ فِي نَفْسِكَ تَضَرُّعاً وَخِيفَةً وَدُونَ ٱلْجَهْرِ مِنَ ٱلْقَوْلِ بِٱلْغُدُوِّ وَٱلآصَالِ وَلاَ تَكُنْ مِّنَ ٱلْغَافِلِينَ } * { إِنَّ ٱلَّذِينَ عِندَ رَبِّكَ لاَ يَسْتَكْبِرُونَ عَنْ عِبَادَتِهِ وَيُسَبِّحُونَهُ وَلَهُ يَسْجُدُونَ }

{ وَٱذْكُر رَّبَّكَ فِي نَفْسِكَ } عام في الأذكار من القراءة والدعاء وغيرهما، أو أمر للمأموم بالقراءة سراً بعد فراغ الإمام عن قراءته كما هو مذهب الشافعي رضي الله تعالى عنه. { تَضَرُّعًا وَخِيفَةً } متضرعاً وخائفاً. { وَدُونَ ٱلْجَهْرِ مِنَ ٱلْقَوْلِ } ومتكلماً كلاماً فوق السر ودون الجهر فإنه أدخل في الخشوع والإخلاص. { بِٱلْغُدُوّ وَٱلأَصَالِ } بأوقات الغدو والعشيات. وقرىء «والايصال» وهو مصدر آصل إذا دخل في الأصيل وهو مطابق للغدو. { وَلاَ تَكُنْ مّنَ ٱلْغَـٰفِلِينَ } عن ذكر الله.

{ إِنَّ ٱلَّذِينَ عِندَ رَبّكَ } يعني ملائكة الملأ الأعلى. { لاَ يَسْتَكْبِرُونَ عَنْ عِبَادَتِهِ وَيُسَبّحُونَهُ } وينزهونه. { وَلَهُ يَسْجُدُونَ } ويخصونه بالعبادة والتذلل لا يشركون به غيره، وهو تعريض بمن عداهم من المكلفين ولذلك شرع السجود لقراءته. وعن النبي صلى الله عليه وسلم " إذا قرأ ابن آدم السجدة فسجد اعتزل الشيطان يبكي فيقول: يا ويله أمر هذا بالسجود فسجد فله الجنة وأمرت بالسجود فعصيت فلي النار " وعنه صلى الله عليه وسلم " من قرأ سورة الأعراف جعل الله يوم القيامة بينه وبين إبليس ستراً وكان آدم شفيعاً له يوم القيامة ".