الرئيسية - التفاسير


* تفسير انوار التنزيل واسرار التأويل/ البيضاوي (ت 685 هـ) مصنف و مدقق


{ وَلَقَدْ ذَرَأْنَا لِجَهَنَّمَ كَثِيراً مِّنَ ٱلْجِنِّ وَٱلإِنْسِ لَهُمْ قُلُوبٌ لاَّ يَفْقَهُونَ بِهَا وَلَهُمْ أَعْيُنٌ لاَّ يُبْصِرُونَ بِهَا وَلَهُمْ آذَانٌ لاَّ يَسْمَعُونَ بِهَآ أُوْلَـٰئِكَ كَٱلأَنْعَامِ بَلْ هُمْ أَضَلُّ أُوْلَـٰئِكَ هُمُ ٱلْغَافِلُونَ }

{ وَلَقَدْ ذَرَأْنَا } خلقنا. { لِجَهَنَّمَ كَثِيرًا مّنَ ٱلْجِنّ وَٱلإِنْسِ } يعني المصرين على الكفر في علمه تعالى. { لَهُمْ قُلُوبٌ لاَّ يَفْقَهُونَ بِهَا } إذ لا يلقونها إلى معرفة الحق والنظر في دلائله. { وَلَهُمْ أَعْيُنٌ لاَّ يُبْصِرُونَ بِهَا } أي لا ينظرون إلى ما خلق الله نظر اعتبار. { وَلَهُمْ آذَانٌ لاَ يَسْمَعُونَ بِهَا } الآيات والمواعظ سماع تأمل وتذكر. { أُوْلَـئِكَ كَٱلأَنْعَـٰمِ } في عدم الفقه والإِبصار للاعتبار والاستماع للتدبر، أو في أن مشاعرهم وقواهم متوجهة إلى أسباب التعيش مقصورة عليها. { بَلْ هُمْ أَضَلُّ } فإنها تدرك ما يمكن لها أن تدرك من المنافع والمضار، وتجتهد في جلبها ودفعها غاية جهدها، وهم ليسوا كذلك بل أكثرهم يعلم أنه معاند فيقدم على النار. { أُوْلَـئِكَ هُمُ ٱلْغَـٰفِلُونَ } الكاملون في الغفلة.