الرئيسية - التفاسير


* تفسير انوار التنزيل واسرار التأويل/ البيضاوي (ت 685 هـ) مصنف و مدقق


{ وَسْئَلْهُمْ عَنِ ٱلْقَرْيَةِ ٱلَّتِي كَانَتْ حَاضِرَةَ ٱلْبَحْرِ إِذْ يَعْدُونَ فِي ٱلسَّبْتِ إِذْ تَأْتِيهِمْ حِيتَانُهُمْ يَوْمَ سَبْتِهِمْ شُرَّعاً وَيَوْمَ لاَ يَسْبِتُونَ لاَ تَأْتِيهِمْ كَذَلِكَ نَبْلُوهُم بِمَا كَانُوا يَفْسُقُونَ }

{ وَاسْئَلْهُمْ } للتقرير والتقريع بقديم كفرهم وعصيانهم، والإِعلام بما هو من علومهم التي لا تعلم إلا بتعليم أو وحي ليكون لك ذلك معجزة عليهم. { عَنِ ٱلْقَرْيَةِ } عن خبرها وما وقع بأهلها. { ٱلَّتِى كَانَتْ حَاضِرَةَ ٱلْبَحْرِ } قريبة منه وهي أيلة قرية بين مدين والطور على شاطىء البحر، وقيل مدين، وقيل طبرية. { إِذْ يَعْدُونَ فِى ٱلسَّبْتِ } يتجاوزون حدود الله بالصيد يوم السبت، و { إِذْ } ظرف لـ { كَانَتْ } أو { حَاضِرَةَ } أو للمضاف المحذوف أو بدل منه بدل اشتمال. { إِذْ تَأْتِيهِمْ حِيتَانُهُمْ } ظرف لـ { يَعْدُونَ } أو بدل بعد بدل. وقرىء { يَعْدُونَ } وأصله يعتدون ويعدون من الإِعداد أي يعدون آلات الصيد يوم السبت، وقد نهوا أن يشتغلوا فيه بغير العبادة. { يَوْمَ سَبْتِهِمْ شُرَّعًا } يوم تعظيمهم أمر السبت مصدر سبتت اليهود إذا عظمت سبتها بالتجرد للعبادة. وقيل اسم لليوم والإِضافة لاختصاصهم بإحكام فيه، ويؤيد الأول إن قرىء يوم إسباتهم، وقوله: { وَيَوْمَ لاَ يَسْبِتُونَ لاَ تَأْتِيهِمْ } وقرىء { لاَ يَسْبِتُونَ } من أسبت و { لاَ يَسْبِتُونَ } على البناء للمفعول بمعنى لا يدخلون في السبت، و { شُرَّعًا } حال من الحيتان ومعناه ظاهرة على وجه الماء من شرع علينا إذا دنا وأشرف. { كَذٰلِكَ نَبْلُوهُم بِمَا كَانُوا يَفْسُقُونَ } مثل ذلك البلاء الشديد نبلوهم بسبب فسقهم. وقيل كذلك متصل بما قبله أي لا تأتيهم مثل إتيانهم يوم السبت، والباء متعلق بـ { يَعْدُونَ }.