الرئيسية - التفاسير


* تفسير انوار التنزيل واسرار التأويل/ البيضاوي (ت 685 هـ) مصنف و مدقق


{ قُلْ هُوَ ٱلَّذِيۤ أَنشَأَكُمْ وَجَعَلَ لَكُمُ ٱلسَّمْعَ وَٱلأَبْصَارَ وَٱلأَفْئِدَةَ قَلِيلاً مَّا تَشْكُرُونَ } * { قُلْ هُوَ ٱلَّذِي ذَرَأَكُمْ فِي ٱلأَرْضِ وَإِلَيْهِ تُحْشَرُونَ } * { وَيَقُولُونَ مَتَىٰ هَـٰذَا ٱلْوَعْدُ إِن كُنتُمْ صَادِقِينَ } * { قُلْ إِنَّمَا ٱلْعِلْمُ عِنْدَ ٱللَّهِ وَإِنَّمَآ أَنَاْ نَذِيرٌ مُّبِينٌ } * { فَلَمَّا رَأَوْهُ زُلْفَةً سِيئَتْ وُجُوهُ ٱلَّذِينَ كَفَرُواْ وَقِيلَ هَـٰذَا ٱلَّذِي كُنتُم بِهِ تَدَّعُونَ } * { قُلْ أَرَأَيْتُمْ إِنْ أَهْلَكَنِيَ ٱللَّهُ وَمَن مَّعِيَ أَوْ رَحِمَنَا فَمَن يُجِيرُ ٱلْكَافِرِينَ مِنْ عَذَابٍ أَلِيمٍ } * { قُلْ هُوَ ٱلرَّحْمَـٰنُ آمَنَّا بِهِ وَعَلَيْهِ تَوَكَّلْنَا فَسَتَعْلَمُونَ مَنْ هُوَ فِي ضَلاَلٍ مُّبِينٍ } * { قُلْ أَرَأَيْتُمْ إِنْ أَصْبَحَ مَآؤُكُمْ غَوْراً فَمَن يَأْتِيكُمْ بِمَآءٍ مَّعِينٍ }

{ قُلْ هُوَ ٱلَّذِى أَنشَأَكُمْ وَجَعَلَ لَكُمُ ٱلسَّمْعَ } لتسمعوا المواعظ. { وَٱلأَبْصَـٰرُ } لتنظروا صنائعه. { وَٱلأَفْئِدَةَ } لتتفكروا وتعتبروا. { قَلِيلاً مَّا تَشْكُرُونَ } باستعمالها فيما خلقت لأجلها.

{ قُلْ هُوَ ٱلَّذِى ذَرَأَكُمْ فِى ٱلأضرْضِ وَإِلَيْهِ تُحْشَرُونَ } للجزاء.

{ وَيَقُولُونَ مَتَىٰ هَـٰذَا ٱلْوَعْدُ } أي الحشر أو ما وعدوا به من الخسف والحاصب. { إِن كُنتُمْ صَـٰدِقِينَ } يعنون النبي عليه الصلاة والسلام والمؤمنين.

{ قُلْ إِنَّمَا ٱلْعِلْمُ } أي علم وقته. { عَندَ ٱللَّهِ } لا يطلع عليه غيره. { وَإِنَّمَا أَنَاْ نَذِيرٌ مُّبِينٌ } والإِنذار يكفي فيه العلم بل الظن بوقوع المحذر منه.

{ فَلَمَّا رَأَوْهُ } أي الوعد فإنه بمعنى الموعود. { زُلْفَةً } ذا زلفة أي قرب منهم. { سِيئَتْ وُجُوهُ ٱلَّذِينَ كَفَرُواْ } بأن علتها الكآبة وساءتها رؤية العذاب. { وَقِيلَ هَـٰذَا ٱلَّذِى كُنتُم بِهِ تَدَّعُونَ } تطلبون وتستعجلون تفتعلون من الدعاء، أو { تَدْعُونَ } أن لا بعث فهو من الدعوى.

{ قُلْ أَرَءيْتُمْ إِنْ أَهْلَكَنِىَ ٱللَّهُ } أماتني. { وَمَن مَّعِىَ } من المؤمنين. { أَوْ رَحِمَنَا } بتأخير آجالنا. { فَمَن يُجِيرُ ٱلْكَـٰفِرِينَ مِنْ عَذَابٍ أَلِيمٍ } أي لا ينجيهم أحد من العذاب متنا أو بقينا، وهو جواب لقولهمنَّتَرَبَّصُ بِهِ رَيْبَ ٱلْمَنُونِ } [الطور: 30] { قُلْ هُوَ ٱلرَّحْمَـٰنُ } الذي أدعوكم إليه مولى النعم كلها. { آمَنَّا بِهِ } للعلم بذلك { وَعَلَيْهِ تَوَكَّلْنَا } للوثوق عليه والعلم بأن غيره بالذات لا يضر ولا ينفع، وتقديم الصلة للتخصيص والإِشعار به. { فَسَتَعْلَمُونَ مَنْ هُوَ فِى ضَلَـٰلٍ مُّبِينٍ } منا ومنكم، وقرأ الكسائي بالياء.

{ قُلْ أَرَءيْتُمْ إِنْ أَصْبَحَ مَاؤُكُمْ غَوْراً } غائراً في الأرض بحيث لا تناله الدلاء مصدر وصف به. { فَمَن يَأْتِيكُمْ بِمَاءٍ مَّعِينٍ } جار أو ظاهر سهل المأخذ.

عن النبي صلى الله عليه وسلم " من قرأ سورة الملك فكأنما أحيا ليلة القدر ".