الرئيسية - التفاسير


* تفسير انوار التنزيل واسرار التأويل/ البيضاوي (ت 685 هـ) مصنف و مدقق


{ وَضَرَبَ ٱللَّهُ مَثَلاً لِّلَّذِينَ آمَنُواْ ٱمْرَأَتَ فِرْعَوْنَ إِذْ قَالَتْ رَبِّ ٱبْنِ لِي عِندَكَ بَيْتاً فِي ٱلْجَنَّةِ وَنَجِّنِي مِن فِرْعَوْنَ وَعَمَلِهِ وَنَجِّنِي مِنَ ٱلْقَوْمِ ٱلظَّالِمِينَ } * { وَمَرْيَمَ ٱبْنَتَ عِمْرَانَ ٱلَّتِيۤ أَحْصَنَتْ فَرْجَهَا فَنَفَخْنَا فِيهِ مِن رُّوحِنَا وَصَدَّقَتْ بِكَلِمَاتِ رَبِّهَا وَكُتُبِهِ وَكَانَتْ مِنَ ٱلْقَانِتِينَ }

{ وَضَرَبَ ٱللَّهُ مَثَلاً لّلَّذِينَ ءامَنُواْ ٱمْرَأَةَ فِرْعَوْنَ } شبه حالهم في أن وصلة الكافرين لا تضرهم بحال آسية رضي الله عنها ومنزلتها عند الله مع أنها كانت تحت أعدى أعداء الله. { إِذْ قَالَتِ } ظرف للمثل المحذوف. { رَبّ ٱبْنِ لِى عِندَكَ بَيْتاً فِى ٱلْجَنَّةِ } قريباً من رحمتك أو في أعلى درجات المقربين. { وَنَجّنِى مِن فِرْعَوْنَ وَعَمَلِهِ } من نفسه الخبيثة وعمله السيء. { وَنَجّنِى مِنَ ٱلْقَوْمِ ٱلظَّـٰلِمِينَ } من القبط التابعين له في الظلم.

{ وَمَرْيَمَ ٱبْنَةَ عِمْرَانَ } عطف على { ٱمْرَأَةَ فِرْعَوْنَ } تسلية للأرامل. { ٱلَّتِى أَحْصَنَتْ فَرْجَهَا } من الرجال { فَنَفَخْنَا فِيهِ } في فرجها، وقرىء «فيها» أي في { مَرْيَمَ } أو في الجملة. { مِن رُّوحِنَا } من روح خلقناه بلا توسط أصل. { وَصَدَّقَتْ بِكَلِمَـٰتِ رَبَّهَا } بصحفه المنزلة أو بما أوحى إلى أنبيائه. { وَكِتَابِهِ } وَما كتب في اللوح المحفوظ، أو جنس الكتب المنزلة وتدل عليه قراءة البصريين وحفص بالجمع، وقرىء «بكلمة الله وكتابه» أي بعيسى عليه السلام والإِنجيل. { وَكَانَتْ مِنَ ٱلْقَـٰنِتِينَ } من عداد المواظبين على الطاعة، والتذكير للتغليب والإشعار بأن طاعتها لم تقصر عن طاعة الرجال الكاملين حتى عدت من جملتهم، أو من نسلهم فتكون { مِنْ } ابتدائية.

عن النبي صلى الله عليه وسلم " كمل من الرجال كثير ولم يكمل من النساء إلا أربع: آسية بنت مزاحم امرأة فرعون: ومريم بنت عمران، وخديجة بنت خويلد وفاطمة بنت محمد. وفضل عائشة على النساء كفضل الثريد على سائر الطعام " وعنه عليه الصلاة والسلام " من قرأ سورة التحريم آتاه الله توبة نصوحاً ".