{ إِنّى وَجَّهْتُ وَجْهِىَ لِلَّذِى فَطَرَ ٱلسَّمَـٰوَاتِ وَٱلأَرْضَ حَنِيفاً وَمَا أَنَاْ مِنَ ٱلْمُشْرِكِينَ } وإنما احتج بالأفول دون البزوغ مع أنه أيضاً انتقال لتعدد دلالته، ولأنه رأى الكوكب الذي يعبدونه في وسط السماء حين حاول الاستدلال. { وَحَاجُّهُ قَوْمُهُ } وخاصموه في التوحيد. { قَالَ أَتُحَاجُّونّى فِى ٱللَّهِ } في وحدانيته سبحانه وتعالى. وقرأ نافع وابن عامر بخلاف عن هشام بتخفيف النون. { وَقَدْ هَدَانِ } إلى توحيده. { وَلاَ أَخَافُ مَا تُشْرِكُونَ بِهِ } أي لا أخاف معبوداتكم في وقت لأنها لا تضر بنفسها ولا تنفع. { إِلاَّ أَن يَشَاء رَبّى شَيْئاً } أن يصيبني بمكروه من جهتها، ولعله جواب لتخويفهم إياه من آلهتهم وتهديد لهم بعذاب الله. { وَسِعَ رَبّى كُلَّ شَىْء عِلْماً } كأنه علة الاستثناء، أي أحاط به علماً فلا يبعد أن يكون في علمه أن يحيق بي مكروه من جهتها. { أَفَلاَ تَتَذَكَّرُونَ } فتميزوا بين الصحيح والفاسد والقادر والعاجز.