الرئيسية - التفاسير


* تفسير انوار التنزيل واسرار التأويل/ البيضاوي (ت 685 هـ) مصنف و مدقق


{ قُلْ أَنَدْعُواْ مِن دُونِ ٱللَّهِ مَا لاَ يَنفَعُنَا وَلاَ يَضُرُّنَا وَنُرَدُّ عَلَىٰ أَعْقَابِنَا بَعْدَ إِذْ هَدَانَا ٱللَّهُ كَٱلَّذِي ٱسْتَهْوَتْهُ ٱلشَّيَاطِينُ فِي ٱلأَرْضِ حَيْرَانَ لَهُ أَصْحَابٌ يَدْعُونَهُ إِلَى ٱلْهُدَى ٱئْتِنَا قُلْ إِنَّ هُدَى ٱللَّهِ هُوَ ٱلْهُدَىٰ وَأُمِرْنَا لِنُسْلِمَ لِرَبِّ ٱلْعَالَمِينَ }

{ قُلْ أَنَدْعُواْ } أنعبد. { مِن دُونِ ٱللَّهِ مَا لاَ يَنفَعُنَا وَلاَ يَضُرُّنَا } ما لا يقدر على نفعنا وضرنا. { وَنُرَدُّ عَلَىٰ أَعْقَـٰبِنَا } ونرجع إلى الشرك. { بَعْدَ إِذْ هَدَانَا ٱللَّهُ } فأنقذنا منه ورزقنا الإِسلام. { كَٱلَّذِى ٱسْتَهْوَتْهُ ٱلشَّيَـٰطِينُ } كالذي ذهبت به مردة الجن في المهامة، استفعال من هوى يهوي هويًا إذا ذهب. وقرأ حمزة «استهواه» بألف ممالة ومحل الكاف النصب على الحال من فاعل { نُرَدُّ } أي: مشبهين الذي استهوته، أو على المصدر أي رداً مثل رد الذي استهوته. { فِى ٱلأَرْضِ حَيْرَانَ } متحيراً ضالاً عن الطريق. { لَهُ أَصْحَـٰبٌ } لهذا المستهوى رفقة. { يَدْعُونَهُ إِلَى ٱلْهُدَى } إلى أن يهدوه الطريق المستقيم، أو إلى الطريق المستقيم وسماه هدى تسمية للمفعول بالمصدر. { ٱئْتِنَا } يقولون له ائتنا. { قُلْ إِنَّ هُدَى ٱللَّهِ } الذي هو الإِسلام. { هُوَ ٱلْهُدَىٰ } وحده وما عداه ضلال. { وَأُمِرْنَا لِنُسْلِمَ لِرَبّ ٱلْعَـٰلَمِينَ } من جملة المقول عطف على أن هدى الله، واللام لتعليل الأمر أي أمرنا بذلك لنسلم. وقيل هي بمعنى الباء وقيل هي زائدة.