الرئيسية - التفاسير


* تفسير انوار التنزيل واسرار التأويل/ البيضاوي (ت 685 هـ) مصنف و مدقق


{ قُلْ إِنِّي عَلَىٰ بَيِّنَةٍ مِّن رَّبِّي وَكَذَّبْتُم بِهِ مَا عِندِي مَا تَسْتَعْجِلُونَ بِهِ إِنِ ٱلْحُكْمُ إِلاَّ للَّهِ يَقُصُّ ٱلْحَقَّ وَهُوَ خَيْرُ ٱلْفَٰصِلِينَ }

{ قُلْ إِنّي عَلَىٰ بَيّنَةٍ } تنبيه على ما يجب اتباعه بعد ما بين ما لا يجوز اتباعه. والبينة الدلالة الواضحة التي تفصل الحق من الباطل وقيل المراد بها القرآن والوحي، أو الحجج العقلية أو ما يعمها. { مّن رَّبّى } من معرفته وأنه لا معبود سواه، ويجوز أن يكون صفة لبينة. { وَكَذَّبْتُم بِهِ } الضمير لربي أي كذبتم به حيث أشركتم به غيره، أو للبينة باعتبار المعنى. { مَا عِندِى مَا تَسْتَعْجِلُونَ بِهِ } يعني العذاب الذي استعجلوه بقولهم:فَأَمْطِرْ عَلَيْنَا حِجَارَةً مّنَ ٱلسَّمَاء أَوِ ٱئْتِنَا بِعَذَابٍ أَلِيمٍ } [الأنفال: 32] { إِنِ ٱلْحُكْمُ إِلاَّ للَّهِ } في تعجيل العذاب وتأخيره. { يَقُصُّ ٱلْحَقّ } أي القضاء الحق، أو يصنع الحق ويدبره من قولهم قضى الدرع إذا صنعها، فيما يقضي من تعجيل وتأخير وأصل القضاء الفصل بتمام الأمر، وأصل الحكم المنع فكأنه منع الباطل. وقرأ ابن كثير ونافع وعاصم «يقُصُّ» من قص الأثر، أو من قص الخبر. { وَهُوَ خَيْرُ ٱلْفَـٰصِلِينَ } القاضين.