الرئيسية - التفاسير


* تفسير انوار التنزيل واسرار التأويل/ البيضاوي (ت 685 هـ) مصنف و مدقق


{ ثُمَّ لَمْ تَكُنْ فِتْنَتُهُمْ إِلاَّ أَن قَالُواْ وَٱللَّهِ رَبِّنَا مَا كُنَّا مُشْرِكِينَ }

{ ثُمَّ لَمْ تَكُنْ فِتْنَتُهُمْ إِلاَّ أَن قَالُواْ } أي كفرهم، والمراد عاقبته وقيل معذرتهم التي يتوهمون أن يتخلصوا بها، من فتنت الذهب إذا خلصته. وقيل جوابهم وإنما سماه فتنة لأنه كذب، أو لأنهم قصدوا به الخلاص. وقرأ ابن كثير. وابن عامر وحفص عن عاصم { لَمْ تَكُنْ } بالتاء و { فِتْنَتُهُمْ } بالرفع على أنها الاسم، ونافع وأبو عمرو وأبو بكر عنه بالتاء والنصب على أن الاسم { أَن قَالُواْ } ، والتأنيث للخبر كقولهم من كانت أمك والباقون بالياء والنصب. { وَٱللَّهِ رَبّنَا مَا كُنَّا مُشْرِكِينَ } يكذبون ويحلفون عليه مع علمهم بأنه لا ينفعهم من فرط الحيرة والدهشة، كما يقولون:رَبَّنَا أَخْرِجْنَا مِنْهَا } [المؤمنون: 107] وقد أيقنوا بالخلود. وقيل معناه ما كنا مشركين عند أنفسنا وهو لا يوافق قوله.