الرئيسية - التفاسير


* تفسير انوار التنزيل واسرار التأويل/ البيضاوي (ت 685 هـ) مصنف و مدقق


{ أَمْ يَقُولُونَ تَقَوَّلَهُ بَل لاَّ يُؤْمِنُونَ } * { فَلْيَأْتُواْ بِحَدِيثٍ مِّثْلِهِ إِن كَانُواْ صَادِقِينَ } * { أَمْ خُلِقُواْ مِنْ غَيْرِ شَيْءٍ أَمْ هُمُ ٱلْخَالِقُونَ } * { أَمْ خَلَقُواْ ٱلسَّمَاوَاتِ وَٱلأَرْضَ بَل لاَّ يُوقِنُونَ } * { أَمْ عِندَهُمْ خَزَآئِنُ رَبِّكَ أَمْ هُمُ ٱلْمُصَيْطِرُونَ } * { أَمْ لَهُمْ سُلَّمٌ يَسْتَمِعُونَ فِيهِ فَلْيَأْتِ مُسْتَمِعُهُم بِسُلْطَانٍ مُّبِينٍ } * { أَمْ لَهُ ٱلْبَنَاتُ وَلَكُمُ ٱلْبَنُونَ } * { أَمْ تَسْأَلُهُمْ أَجْراً فَهُم مِّن مَّغْرَمٍ مُّثْقَلُونَ } * { أَمْ عِندَهُمُ ٱلْغَيْبُ فَهُمْ يَكْتُبُونَ } * { أَمْ يُرِيدُونَ كَيْداً فَٱلَّذِينَ كَفَرُواْ هُمُ ٱلْمَكِيدُونَ } * { أَمْ لَهُمْ إِلَـٰهٌ غَيْرُ ٱللَّهِ سُبْحَانَ ٱللَّهِ عَمَّا يُشْرِكُونَ } * { وَإِن يَرَوْاْ كِسْفاً مِّنَ ٱلسَّمَآءِ سَاقِطاً يَقُولُواْ سَحَابٌ مَّرْكُومٌ } * { فَذَرْهُمْ حَتَّىٰ يُلَـٰقُواْ يَوْمَهُمُ ٱلَّذِي فِيهِ يُصْعَقُونَ } * { يَوْمَ لاَ يُغْنِي عَنْهُمْ كَيْدُهُمْ شَيْئاً وَلاَ هُمْ يُنصَرُونَ } * { وَإِنَّ لِلَّذِينَ ظَلَمُواْ عَذَاباً دُونَ ذَلِكَ وَلَـٰكِنَّ أَكْثَرَهُمْ لاَ يَعْلَمُونَ } * { وَٱصْبِرْ لِحُكْمِ رَبِّكَ فَإِنَّكَ بِأَعْيُنِنَا وَسَبِّحْ بِحَمْدِ رَبِّكَ حِينَ تَقُومُ } * { وَمِنَ ٱللَّيْلِ فَسَبِّحْهُ وَإِدْبَارَ ٱلنُّجُومِ }

{ أَمْ يَقُولُونَ تَقَوَّلَهُ } اختلقه من تلقاء نفسه. { بَل لاَّ يُؤْمِنُونَ } فيرمونه بهذه المطاعن لكفرهم وعنادهم.

{ فَلْيَأْتُواْ بِحَدِيثٍ مّثْلِهِ } مثل القرآن. { إِن كَانُواْ صَـٰدِقِينَ } في زعمهم إذ فيهم كثير ممن عدوا فصحاء فهو رد للأقوال المذكورة بالتحدي، ويجوز أن يكون رد للتقول فإن سائر الأقسام ظاهر الفساد.

{ أَمْ خُلِقُواْ مِنْ غَيْرِ شَىْء } أم أحدثوا وقدروا من غير محدث ومقدر فلذلك لا يعبدونه، أو من أجل لا شيء من عبادة ومجازاة. { أَمْ هُمُ ٱلْخَـٰلِقُونَ } يؤيد الأول فإن معناه أم خلقوا أنفسهم ولذاك عقبه بقوله:

{ أَمْ خَلَقُواْ ٱلسَّمَـٰوَاتِ وَٱلأَرْضِ } وَ { أَمْ } في هذه الآيات منقطعة ومعنى الهمزة فيها الإِنكار. { بَل لاَّ يُوقِنُونَ } إذا سئلوا من خلقكم ومن خلق السمٰوات والأرض قالوا الله إذ لو أيقنوا ذلك لما أعرضوا عن عبادته.

{ أَمْ عِندَهُمْ خَزَائِنُ رَبّكَ } خزائن رزقه حتى يرزقوا النبوة من شاؤوا، أو خزائن علمه حتى يختاروا لها من اختارته حكمته. { أَمْ هُمُ المُصَيْطَرُون } الغالبون على الأشياء يدبرونها كيف شاؤوا. وقرأ قنبل وحفص بخلاف عنه وهشام بالسين وحمزة بخلاف عن خلاد بين الصاد والزاي، والباقون بالصاد خاصة.

{ ٱ أَمْ لَهُمْ سُلَّمٌ } مرتقى إلى السماء. { يَسْتَمِعُونَ فِيهِ } صاعدين فيه إلى كلام الملائكة وما يوحي إليهم من علم الغيب حتى يعلموا ما هو كائن. { فَلْيَأْتِ مُسْتَمِعُهُم بِسُلْطَـٰنٍ مُّبِينٍ } بحجة واضحة تصدق استماعه.

{ أَمْ لَهُ ٱلْبَنَـٰتُ وَلَكُمُ ٱلْبَنُونَ } فيه تسفيه لهم وإشعار بأن من هذا رأيه لا يعد من العقلاء فضلاً أن يترقى بروحه إلى عالم الملكوت فيتطلع على الغيوب.

{ أَمْ تَسْـئَلُهُمْ أَجْراً } على تبليغ الرسالة. { فَهُم مّن مَّغْرَمٍ } من التزام غرم. { مُّثْقَلُونَ } محملون الثقل فلذلك زهدوا في اتباعك.

{ أَمْ عِندَهُمُ ٱلْغَيْبُ } اللوح المحفوظ المثبت فيه المغيبات. { فَهُمْ يَكْتُبُونَ } منه.

{ أَمْ يُرِيدُونَ كَيْداً } وهو كيدهم في دار الندوة برسول الله صلى الله عليه وسلم. { فَٱلَّذِينَ كَفَرُواْ } يحتمل العموم والخصوص فيكون وضعه موضع الضمير للتسجيل على كفرهم، والدلالة على أنه الموجب للحكم المذكور.

{ هُمُ ٱلْمَكِيدُونَ } هم الذين يحيق بهم الكيد أو يعود عليهم وبال كيدهم، وهو قتلهم يوم بدر أو المغلوبون في الكيد من كايدته فكدته.

{ أَمْ لَهُمْ إِلَـٰهٌ غَيْرُ ٱللَّهِ } يعينهم ويحرسهم من عذابه. { سُبْحَـٰنَ ٱللَّهِ عَمَّا يُشْرِكُونَ } عن إشراكهم أو شركة ما يشركونه به.

{ وَإِن يَرَوْاْ كِسْفاً } قطعة. { مّنَ ٱلسَّمَاءِ سَـٰقِطاً يَقُولُواْ } من فرط طغيانهم وعنادهم. { سَحَـٰبٌ مَّرْكُومٌ } هذا سحاب تراكم بعضه على بعض، وهو جواب قولهمفَأَسْقِطْ عَلَيْنَا كِسَفاً مّنَ ٱلسَّمَاء }

السابقالتالي
2