الرئيسية - التفاسير


* تفسير انوار التنزيل واسرار التأويل/ البيضاوي (ت 685 هـ) مصنف و مدقق


{ وَٱسْتَمِعْ يَوْمَ يُنَادِ ٱلْمُنَادِ مِن مَّكَانٍ قَرِيبٍ } * { يَوْمَ يَسْمَعُونَ ٱلصَّيْحَةَ بِٱلْحَقِّ ذَلِكَ يَوْمُ ٱلْخُرُوجِ } * { إِنَّا نَحْنُ نُحْيِـي وَنُمِيتُ وَإِلَيْنَا ٱلْمَصِيرُ } * { يَوْمَ تَشَقَّقُ ٱلأَرْضُ عَنْهُمْ سِرَاعاً ذَلِكَ حَشْرٌ عَلَيْنَا يَسِيرٌ } * { نَّحْنُ أَعْلَمُ بِمَا يَقُولُونَ وَمَآ أَنتَ عَلَيْهِمْ بِجَبَّارٍ فَذَكِّرْ بِٱلْقُرْآنِ مَن يَخَافُ وَعِيدِ }

{ وَٱسْتَمِعْ } لما أخبرك به من أحوال القيامة، وفيه تهويل وتعظيم للمخبر به. { يَوْمَ يُنَادِ ٱلْمُنَادِ } إسرافيل أو جبريل عليهما الصلاة والسلام فيقول: أيتها العظام البالية واللحوم المتمزقة والشعور المتفرقة إن الله يأمركن أن تجتمعن لفصل القضاء. { مِن مَّكَانٍ قَرِيبٍ } بحيث يصل نداؤه إلى الكل على سواء، ولعله في الإِعادة نظيركن في الإِبداء، ويوم نصب بما دل عليه يوم الخروج.

{ يَوْمَ يَسْمَعُونَ ٱلصَّيْحَةَ } بدل منه و { ٱلصَّيْحَةَ } النفخة الثانية. { بِٱلْحَقّ } متعلق بـ { ٱلصَّيْحَةَ } والمراد به البعث للجزاء. { ذَلِكَ يَوْمُ ٱلْخُرُوجِ } من القبور، وهو من أسماء يوم القيامة وقد يقال للعيد.

{ إِنَّا نَحْنُ نُحْىِ وَنُمِيتُ } في الدنيا. { وَإِلَيْنَا ٱلْمَصِيرُ } للجزاء في الآخرة.

{ يَوْمَ تَشَقَّقُ } تتشقق، وقرى «تنشق». وقرأ عاصم وحمزة والكسائي وخلف وأبو عمرو بتخفيف الشين. { ٱلأَرْضُ عَنْهُمْ سِرَاعاً } مسرعين. { ذَلِكَ حَشْرٌ } بعث وجمع. { عَلَيْنَا يَسِيرٌ } هين، وتقديم الظرف للاختصاص فإن ذلك لا يتيسر إلا على العالم القادر لذاته الذي لا يشغله شأن عن شأن، كما قال الله تعالى:مَّا خَلْقُكُمْ وَلاَ بَعْثُكُمْ إِلاَّ كَنَفْسٍ وٰحِدَةٍ } [لقمان: 28] { نَّحْنُ أَعْلَمُ بِمَا يَقُولُونَ } تسلية لرسول الله صلى الله عليه وسلم وتهديد لهم. { وَمَا أَنتَ عَلَيْهِمْ بِجَبَّارٍ } بمسلط تقسرهم على الإِيمان، أو تفعل بهم ما تريد وإنما أنت داع. { فَذَكّرْ بِٱلْقُرْءانِ مَن يَخَافُ وَعِيدِ } فإنه لا ينتفع به غيره. عن النبي صلى الله عليه وسلم " من قرأ سورة «ق» هون الله عليه تارات الموت وسكراته " والله أعلم.