الرئيسية - التفاسير


* تفسير انوار التنزيل واسرار التأويل/ البيضاوي (ت 685 هـ) مصنف و مدقق


{ فَقَاتِلْ فِي سَبِيلِ ٱللَّهِ لاَ تُكَلَّفُ إِلاَّ نَفْسَكَ وَحَرِّضِ ٱلْمُؤْمِنِينَ عَسَى ٱللَّهُ أَن يَكُفَّ بَأْسَ ٱلَّذِينَ كَفَرُواْ وَٱللَّهُ أَشَدُّ بَأْساً وَأَشَدُّ تَنكِيلاً }

{ فَقَاتِلْ فِي سَبِيلِ ٱللَّهِ } أن تثبطوا وتركوك وحدك. { لاَ تُكَلَّفُ إِلاَّ نَفْسَكَ } إلا فعل نفسك لا يضرك مخالفتهم وتقاعدهم، فتقدم إلى الجهاد وإن لم يساعدك أحد فإن الله ناصرك لا الجنود. روي " أنه عليه الصلاة والسلام دعا الناس في بدر الصغرى إلى الخروج فكرهه بعضهم فنزلت. فخرج عليه الصلاة والسلام وما معه إلا سبعون لم يلو على أحدٍ " وقرىء لا { تُكَلَّف } بالجزم، و «لا نكلف» بالنون على بناء الفاعل أي لا نكلفك إلا فعل نفسك، لا أنا لا نكلف أحداً إلا نفسك لقوله: { وَحَرّضِ ٱلْمُؤْمِنِينَ } على القتال إذ ما عليك في شأنهم إلا التحريض { عَسَى ٱللَّهُ أَن يَكُفَّ بَأْسَ ٱلَّذِينَ كَفَرُواْ } يعني قريشاً، وقد فعل بأن ألقى في قلوبهم الرعب حتى رجعوا. { وَٱللَّهُ أَشَدُّ بَأْساً } من قريش. { وَأَشَدُّ تَنكِيلاً } تعذيباً منهم، وهو تقريع وتهديد لمن لم يتبعه.