الرئيسية - التفاسير


* تفسير انوار التنزيل واسرار التأويل/ البيضاوي (ت 685 هـ) مصنف و مدقق


{ سَنُلْقِي فِي قُلُوبِ ٱلَّذِينَ كَفَرُواْ ٱلرُّعْبَ بِمَآ أَشْرَكُواْ بِٱللَّهِ مَا لَمْ يُنَزِّلْ بِهِ سُلْطَاناً وَمَأْوَاهُمُ ٱلنَّارُ وَبِئْسَ مَثْوَىٰ ٱلظَّالِمِينَ }

{ سَنُلْقِي فِي قُلُوبِ ٱلَّذِينَ كَفَرُواْ ٱلرُّعْبَ } يريد ما قذف في قلوبهم من الخوف يوم أحد حتى تركوا القتال ورجعوا من غير سبب، ونادى أبو سفيان يا محمد موعدنا موسم بدر القابل إن شئت فقال عليه الصلاة والسلام: " إن شاء الله " وقيل لما رجعوا وكانوا ببعض الطريق ندموا وعزموا أن يعودوا عليهم ليستأصلوهم، فألقى الله الرعب في قلوبهم. وقرأ ابن عامر والكسائي ويعقوب بالضم على الأصل في كل القرآن { بِمَا أَشْرَكُواْ بِٱللَّهِ } بسبب إشراكهم به. { مَا لَمْ يُنَزّلْ بِهِ سُلْطَـٰناً } أي آلهة ليس على إشراكها حجة ولم ينزل عليهم به سلطاناً وهو كقوله:
وَلاَ تَرَى الضُّبَّ بِهَا يَنْجَحرُ   
وأصل السلطنة القوة ومنه السليط لقوة اشتعاله والسلاطة لحدة اللسان. { وَمَأْوَاهُمُ ٱلنَّارُ وَبِئْسَ مَثْوَىٰ ٱلظَّـٰلِمِينَ } أي مثواهم، فوضع الظاهر موضع المضمر للتغليظ والتعليل.