الرئيسية - التفاسير


* تفسير انوار التنزيل واسرار التأويل/ البيضاوي (ت 685 هـ) مصنف و مدقق


{ وَٱلَّذِينَ إِذَا فَعَلُواْ فَاحِشَةً أَوْ ظَلَمُوۤاْ أَنْفُسَهُمْ ذَكَرُواْ ٱللَّهَ فَٱسْتَغْفَرُواْ لِذُنُوبِهِمْ وَمَن يَغْفِرُ ٱلذُّنُوبَ إِلاَّ ٱللَّهُ وَلَمْ يُصِرُّواْ عَلَىٰ مَا فَعَلُواْ وَهُمْ يَعْلَمُونَ }

{ وَٱلَّذِينَ إِذَا فَعَلُواْ فَـٰحِشَةً } فعلة بالغة في القبح كالزنى. { أَوْ ظَلَمُواْ أَنْفُسَهُمْ } بأن أذنبوا أي ذنب كان وقيل الفاحشة الكبيرة وظلم النفس الصغيرة، ولعل الفاحشة ما يتعدى وظلم النفس ما ليس كذلك. { ذَكَرُواْ ٱللَّهَ } تذكروا وعيده أو حكمه أو حقه العظيم. { فَٱسْتَغْفَرُواْ لِذُنُوبِهِمْ } بالندم والتوبة. { وَمَن يَغْفِرُ ٱلذُّنُوبَ إِلاَّ ٱللَّهُ } استفهام بمعنى النفي معترض بين المعطوفين، والمراد به وصفه تعالى بسعة الرحمة وعموم المغفرة والحث على الاستغفار والوعد بقبول التوبة { وَلَمْ يُصِرُّواْ عَلَىٰ مَا فَعَلُواْ } ولم يقيموا على ذنوبهم غير مستغفرين لقوله صلى الله عليه وسلم " ما أصر من استغفر وإن عاد في اليوم سبعين مرة " { وَهُمْ يَعْلَمُونَ } حال من يصروا أي ولم يصروا على قبيح فعلهم عالمين به.