الرئيسية - التفاسير


* تفسير انوار التنزيل واسرار التأويل/ البيضاوي (ت 685 هـ) مصنف و مدقق


{ بِلِسَانٍ عَرَبِيٍّ مُّبِينٍ } * { وَإِنَّهُ لَفِي زُبُرِ ٱلأَوَّلِينَ } * { أَوَ لَمْ يَكُن لَّهُمْ آيَةً أَن يَعْلَمَهُ عُلَمَاءُ بَنِيۤ إِسْرَائِيلَ } * { وَلَوْ نَزَّلْنَاهُ عَلَىٰ بَعْضِ ٱلأَعْجَمِينَ } * { فَقَرَأَهُ عَلَيْهِم مَّا كَانُوا بِهِ مُؤْمِنِينَ } * { كَذَلِكَ سَلَكْنَاهُ فِي قُلُوبِ ٱلْمُجْرِمِينَ } * { لاَ يُؤْمِنُونَ بِهِ حَتَّىٰ يَرَوُاْ ٱلْعَذَابَ ٱلأَلِيمَ } * { فَيَأْتِيَهُم بَغْتَةً وَهُمْ لاَ يَشْعُرُونَ } * { فَيَقُولُواْ هَلْ نَحْنُ مُنظَرُونَ } * { أَفَبِعَذَابِنَا يَسْتَعْجِلُونَ } * { أَفَرَأَيْتَ إِن مَّتَّعْنَاهُمْ سِنِينَ } * { ثُمَّ جَآءَهُم مَّا كَانُواْ يُوعَدُونَ } * { مَآ أَغْنَىٰ عَنْهُمْ مَّا كَانُواْ يُمَتَّعُونَ } * { وَمَآ أَهْلَكْنَا مِن قَرْيَةٍ إِلاَّ لَهَا مُنذِرُونَ } * { ذِكْرَىٰ وَمَا كُنَّا ظَالِمِينَ } * { وَمَا تَنَزَّلَتْ بِهِ ٱلشَّيَاطِينُ } * { وَمَا يَنبَغِي لَهُمْ وَمَا يَسْتَطِيعُونَ } * { إِنَّهُمْ عَنِ ٱلسَّمْعِ لَمَعْزُولُونَ } * { فَلاَ تَدْعُ مَعَ ٱللَّهِ إِلَـٰهاً آخَرَ فَتَكُونَ مِنَ ٱلْمُعَذَّبِينَ } * { وَأَنذِرْ عَشِيرَتَكَ ٱلأَقْرَبِينَ } * { وَٱخْفِضْ جَنَاحَكَ لِمَنِ ٱتَّبَعَكَ مِنَ ٱلْمُؤْمِنِينَ } * { فَإِنْ عَصَوْكَ فَقُلْ إِنِّي بَرِيۤءٌ مِّمَّا تَعْمَلُونَ } * { وَتَوكَّلْ عَلَى ٱلْعَزِيزِ ٱلرَّحِيمِ } * { ٱلَّذِي يَرَاكَ حِينَ تَقُومُ } * { وَتَقَلُّبَكَ فِي ٱلسَّاجِدِينَ } * { إِنَّهُ هُوَ ٱلسَّمِيعُ ٱلْعَلِيمُ } * { هَلْ أُنَبِّئُكُمْ عَلَىٰ مَن تَنَزَّلُ ٱلشَّيَاطِينُ } * { تَنَزَّلُ عَلَىٰ كُلِّ أَفَّاكٍ أَثِيمٍ } * { يُلْقُونَ ٱلسَّمْعَ وَأَكْثَرُهُمْ كَاذِبُونَ } * { وَٱلشُّعَرَآءُ يَتَّبِعُهُمُ ٱلْغَاوُونَ } * { أَلَمْ تَرَ أَنَّهُمْ فِي كُلِّ وَادٍ يَهِيمُونَ } * { وَأَنَّهُمْ يَقُولُونَ مَا لاَ يَفْعَلُونَ } * { إِلاَّ ٱلَّذِينَ آمَنُواْ وَعَمِلُواْ ٱلصَّالِحَاتِ وَذَكَرُواْ ٱللَّهَ كَثِيراً وَٱنتَصَرُواْ مِن بَعْدِ مَا ظُلِمُواْ وَسَيَعْلَمْ ٱلَّذِينَ ظَلَمُوۤاْ أَيَّ مُنقَلَبٍ يَنقَلِبُونَ }

{ بِلِسَانٍ عَرَبِيّ مُّبِينٍ } واضح المعنى لئلا يقولوا ما نصنع بما لا نفهمه فهو متعلق بـ { نَزَّلَ } ، ويجوز أن يتعلق بالمنذرين أي لتكون ممن أنذروا بلغة العرب وهم هود وصالح وإسمعيل وشعيب ومحمد عليهم الصلاة والسلام.

{ وَإِنَّهُ لَفِي زُبُرِ ٱلأَوَّلِينَ } وإن ذكره أو معناه لفي الكتب المتقدمة.

{ أَوَ لَمْ يَكُن لَّهُمْ ءَايَةً } على صحة القرآن أو نبوة محمد صلى الله عليه وسلم. { أَن يَعْلَمَهُ عُلَمَاء بَنِي إِسْرٰءِيلَ } أن يعرفوه بنعته المذكور في كتبهم وهو تقرير لكونه دليلاً. وقرأ ابن عامر تكن بالتاء و { ءايَةً } بالرفع على أنها الاسم والخبر { لَهُمْ } { وَأَنْ يَعْلَمْهُ } بدل أو الفاعل و { أَن يَعْلَمَهُ } بدل { وَهُمْ } حال، أو أن الاسم ضمير القصة و { ءَايَةً } خبر { أَن يَعْلَمَهُ } والجملة خبر تكن.

{ وَلَوْ نَزَّلْنَـٰهُ عَلَىٰ بَعْضِ ٱلأَعْجَمِينَ } كما هو زيادة في إعجازه أو بلغة العجم.

{ فَقَرَأَهُ عَلَيْهِم مَّا كَانُوا بِهِ مُؤْمِنِينَ } لفرط عنادهم واستكبارهم، أو لعدم فهمهم واستنكافهم من اتباع العجم، و { ٱلأَعْجَمِينَ } جمع أعجمي على التخفيف ولذلك جمع جمع السلامة.

{ كَذَلِكَ سَلَكْنَاهُ } أدخلناه. { فِي قُلُوبِ ٱلْمُجْرِمِينَ } والضمير للكفر المدلول عليه بقوله { مَّا كَانُوا بِهِ مُؤْمِنِينَ } فتدل الآية على أنه بخلق الله، وقيل للقرآن أي أدخلناه فيها فعرفوا معانيه وإعجازه ثم لم يؤمنوا به عناداً.

{ لاَ يُؤْمِنُونَ بِهِ حَتَّىٰ يَرَوُاْ ٱلْعَذَابَ ٱلأَلِيمَ } الملجىء إلى الإِيمان.

{ فَيَأْتِيَهُم بَغْتَةً } في الدنيا والآخرة. { وَهُمْ لاَ يَشْعُرُونَ } بإتيانه.

{ فَيَقُولُواْ هَلْ نَحْنُ مُنظَرُونَ } تحسراً وتأسفاً.

{ أَفَبِعَذَابِنَا يَسْتَعْجِلُونَ } فيقولون أمطر علينا حجارة من السماء، { فَأْتِنَا بِمَا تَعِدُنَا } ، وحالهم عند نزول العذاب طلب النظرة.

{ أَفَرَأَيْتَ إِن مَّتَّعْنَـٰهُمْ سِنِينَ ثُمَّ جَاءَهُم مَّا كَانُواْ يُوعَدُونَ مَا أَغْنَىٰ عَنْهُمْ مَّا كَانُواْ يُمَتَّعُونَ } لم يغن عنهم تمتعهم المتطاول في دفع العذاب وتخفيفه.

{ وَمَا أَهْلَكْنَا مِن قَرْيَةٍ إِلاَّ لَهَا مُنذِرُونَ } أنذروا أهلها إلزاماً للحجة.

{ ذِكْرِى } تذكرة ومحلها النصب على العلة أو المصدر لأنها في معنى الإِنذار، أو الرفع على أنها صفة { مُنذِرُونَ } بإضمار ذوو، أو بجعلهم ذكرى لإِمعانهم في التذكرة، أو خبر محذوف والجملة اعتراضية. { وَمَا كُنَّا ظَـٰلِمِينَ } فنهلك غير الظالمين، أو قبل الإِنذار.

{ وَمَا تَنَزَّلَتْ بِهِ ٱلشَّيَـٰطِينُ } كما زعم المشركون أنه من قبيل ما يلقي الشياطين على الكهنة.

{ وَمَا يَنبَغِي لَهُمْ } وما يصح لهم أن يتنزلوا به. { وَمَاَ يَسْتَطِيعُونَ } وما يقدرون.

{ إِنَّهُمْ عَنِ ٱلسَّمْعِ } لكلام الملائكة. { لَمَعْزُولُونَ } لأنه مشروط بمشاركة في صفاء الذات وقبول فيضان الحق والانتقاش بالصور الملكوتية، ونفوسهم خبيثة ظلمانية شريرة بالذات لا تقبل ذلك والقرآن مشتمل على حقائق ومغيبات لا يمكن تلقيها إلا من الملائكة.

{ فَلاَ تَدْعُ مَعَ ٱللَّهِ إِلَـٰهاً ءَاخَرَ فَتَكُونَ مِنَ ٱلْمُعَذَّبِينَ } تهييج لإِزدياد الإِخلاص ولطف لسائر المكلفين.

السابقالتالي
2