الرئيسية - التفاسير


* تفسير انوار التنزيل واسرار التأويل/ البيضاوي (ت 685 هـ) مصنف و مدقق


{ إِنَّ ٱلَّذِينَ كَفَرُواْ وَيَصُدُّونَ عَن سَبِيلِ ٱللَّهِ وَٱلْمَسْجِدِ ٱلْحَرَامِ ٱلَّذِي جَعَلْنَاهُ لِلنَّاسِ سَوَآءً ٱلْعَاكِفُ فِيهِ وَٱلْبَادِ وَمَن يُرِدْ فِيهِ بِإِلْحَادٍ بِظُلْمٍ نُّذِقْهُ مِنْ عَذَابٍ أَلِيمٍ }

{ إِنَّ ٱلَّذِينَ كَفَرُواْ وَيَصُدُّونَ عَن سَبِيلِ ٱللَّهِ } لا يريد به حالاً ولا استقبالاً وإنما يريد به استمرار الصد منهم كقولهم: فلان يعطي ويمنع، ولذلك حسن عطفه على الماضي. وقيل هو حال من فاعل { كَفَرُواْ } وخبر { إِن } محذوف دل عليه آخر الآية أي معذبون. { وَٱلْمَسْجِدِ ٱلْحَرَامِ } عطف على اسم الله وأَوَّلَهُ الحنفية بمكة واستشهدوا بقوله: { ٱلَّذِى جَعَلْنَـٰهُ لِلنَّاسِ سَوَاء ٱلْعَـٰكِفُ فِيهِ وَٱلْبَادِ } أي المقيم والطارىء على عدم جواز بيع دورها وإجارتها، وهو مع ضعفه معارض بقوله تعالى:ٱلَّذِينَ أُخْرِجُواْ مِن دِيَـٰرِهِم } [الحج: 40] وشراء عمر رضي الله تعالى عنه دار السجن فيها من غير نكير، و { سَوَآء } خبر مقدم والجملة مفعول ثان لـ { جَعَلْنَـٰهُ } إن جعل { لِلنَّاسِ } حالاً من الهاء وإلا فحال من المستكن فيه، ونصبه حفص على أنه المفعول أو الحال و { ٱلْعَـٰكِفُ } مرتفع به، وقرىء { ٱلْعَـٰكِف } بالجر على أنه بدل من الناس. { وَمَن يُرِدْ فِيهِ } مما ترك مفعوله ليتناول كل متناول، وقرىء بالفتح من الورود. { بِإِلْحَادٍ } عدول عن القصد { بِظُلْمٍ } بغير حق وهما حالان مترادفان، أو الثاني بدل من الأول بإعادة الجار أو صلة له: أي ملحداً بسبب الظلم كالإِشراك واقتراف الآثام { نُّذِقْهُ مِنْ عَذَابٍ أَلِيمٍ } جواب لـ { مِنْ }.