الرئيسية - التفاسير


* تفسير انوار التنزيل واسرار التأويل/ البيضاوي (ت 685 هـ) مصنف و مدقق


{ كُلَّمَآ أَرَادُوۤاْ أَن يَخْرُجُواْ مِنْهَا مِنْ غَمٍّ أُعِيدُواْ فِيهَا وَذُوقُواْ عَذَابَ ٱلْحَرِيقِ } * { إِنَّ ٱللَّهَ يُدْخِلُ ٱلَّذِينَ آمَنُواْ وَعَمِلُواْ ٱلصَّالِحَاتِ جَنَّاتٍ تَجْرِي مِن تَحْتِهَا ٱلأَنْهَارُ يُحَلَّوْنَ فِيهَا مِنْ أَسَاوِرَ مِن ذَهَبٍ وَلُؤْلُؤاً وَلِبَاسُهُمْ فِيهَا حَرِيرٌ }

{ كُلَّمَا أَرَادُواْ أَن يَخْرُجُواْ مِنْهَا } من النار. { مِنْ غَمّ } من عمومها بدل من الهاء بإعادة الجار. { أُعِيدُواْ فِيهَا } أي فخرجوا أعيدوا لأن الإِعادة لا تكون إلا بعد الخروج، وقيل يضربهم لهيب النار فيرفعهم إلى أعلاها فيضربون بالمقامع فيهوون فيها. { وَذُوقُواْ } أي وقيل لهم ذوقوا. { عَذَابَ ٱلْحَرِيقِ } أي النار البالغة في الإِحراق.

{ إِنَّ ٱللَّهَ يُدْخِلُ ٱلَّذِينَ ءَامَنُواْ وَعَمِلُواْ ٱلصَّـٰلِحَـٰتِ جَنَـٰتٍ تَجْرِى مِن تَحْتِهَا ٱلأَنْهَـٰرُ } غير الأسلوب فيه وأسند الإِدخال إلى الله تعالى وأكده بإن إحماداً لحال المؤمنين وتعظيماً لشأنهم. { يُحَلَّوْنَ فِيهَا } من حليت المرأة إذا ألبستها الحلى، وقرىء بالتخفيف والمعنى واحد. { مِنْ أَسَاوِرَ } صفة مفعول محذوف و { أَسَاوِرَ } جمع أسورة وهو جمع سوار. { مّن ذَهَبٍ } بيان له. { وَلُؤْلُؤاً } عطف عليها لا على { ذَهَبَ } لأنه لم يعهد السوار منه إلا أن يراد المرصعة به، ونصبه نافع وعاصم عطفاً على محلها أو إضمار الناصب مثل ويؤتون، وروى حفص بهمزتين وترك أبو بكر والسوسي عن أبي عمرو الهمزة الأولى، وقرىء «لؤلواً» بقلب الثانية واواً و «لولياً» بقلبهما، و «لوين» ثم قلب الثانية ياء و «ليليا» بقلبهما ياءين و «لول» كأدل. { وَلُؤْلُؤاً وَلِبَاسُهُمْ فِيهَا حَرِيرٌ } غير أسلوب الكلام فيه للدلالة على أن الحرير ثيابهم المعتادة، أو للمحافظة على هيئة الفواصل.