الرئيسية - التفاسير


* تفسير انوار التنزيل واسرار التأويل/ البيضاوي (ت 685 هـ) مصنف و مدقق


{ يَوْمَ تَرَوْنَهَا تَذْهَلُ كُلُّ مُرْضِعَةٍ عَمَّآ أَرْضَعَتْ وَتَضَعُ كُلُّ ذَاتِ حَمْلٍ حَمْلَهَا وَتَرَى ٱلنَّاسَ سُكَارَىٰ وَمَا هُم بِسُكَارَىٰ وَلَـٰكِنَّ عَذَابَ ٱللَّهِ شَدِيدٌ }

{ يَوْمَ تَرَوْنَهَا تَذْهَلُ كُلُّ مُرْضِعَةٍ عَمَّا أَرْضَعَتْ } تصوير لهولها والضمير للـ { زَلْزَلَةَ } ، و { يَوْمٍ } منصوب بـ { تَذْهَلُ } ، وقرىء { تَذْهَلُ } و { تَذْهَلُ } مجهولاً ومعروفاً أي تذهلها الزلزلة، والذهول الذهاب عن الأمر بدهشة، والمقصود الدلالة على أن هولها بحيث إذا دهشت التي ألقمت الرضيع ثديها نزعته من فيه وذهلت عنه، و { مَا } موصولة أو مصدرية. { وَتَضَعُ كُلُّ ذَاتِ حَمْلٍ حَمْلَهَا } جنينها. { وَتَرَى ٱلنَّاسَ سُكَـٰرَىٰ } كأنهم سكارى. { وَمَا هُم بِسُكَـٰرَىٰ } على الحقيقة. { وَلَـٰكِنَّ عَذَابَ ٱللَّهِ شَدِيدٌ } فأرهقهم هوله بحيث طير عقولهم وأذهب تمييزهم، وقرىء { تَرَى } من أريتك قائماً أو رؤيت قائما بنصب الناس ورفعه على أنه نائب مناب الفاعل، وتأنيثه على تأويل الجماعة وإفراده بعد جمعه لأن الزلزلة يراها الجميع، وأثر السكر إنما يراه كل أحد على غيره وقرأ حمزة والكسائي «سكرى» كعطشى إجراء للسكر مجرى العلل.