الرئيسية - التفاسير


* تفسير انوار التنزيل واسرار التأويل/ البيضاوي (ت 685 هـ) مصنف و مدقق


{ هَـٰذَانِ خَصْمَانِ ٱخْتَصَمُواْ فِي رَبِّهِمْ فَٱلَّذِينَ كَفَرُواْ قُطِّعَتْ لَهُمْ ثِيَابٌ مِّن نَّارٍ يُصَبُّ مِن فَوْقِ رُءُوسِهِمُ ٱلْحَمِيمُ }

{ هَـٰذَانِ خَصْمَانِ } أي فوجان مختصمان. ولذلك قال: { ٱخْتَصَمُواْ } حملاً على المعنى ولو عكس لجاز، والمراد بهما المؤمنون والكافرون. { فِى رَبّهِمْ } في دينه أو في ذاته وصفاته. وقيل تخاصمت اليهود والمؤمنون فقال اليهود: نحن أحق بالله وأقدم منكم كتاباً ونبياً قبل نبيكم، وقال المؤمنون: نحن أحق بالله آمنا بمحمد ونبيكم وبما أنزل الله من كتاب، وأنتم تعرفون كتابنا ونبينا ثم كفرتم به حسداً فنزلت. { فَٱلَّذِينَ كَفَرُواْ } فصل لخصومتهم وهو المعني بقوله تعالى:إِنَّ ٱللَّهَ يَفْصِلُ بَيْنَهُمْ يَوْمَ ٱلْقِيـٰمَةِ } [الحج: 17] { قُطّعَتْ لَهُمْ } قدرت لهم على مقادير جثثهم، وقرىء بالتخفيف. { ثِيَابٌ مّن نَّارِ } نيران تحيط بهم إحاطة الثياب. { يُصَبُّ مِن فَوْقِ رُؤُوسَهُمْ ٱلْحَمِيمُ } حال من الضمير في { لَهُمْ } أو خبر ثان، والحميم الماء الحار.